الجمعة، 10 أبريل 2020

وصايا الآباء الى أولادهم ...عبرة وخلاصة تجربة ...

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


فإن الوصية والنصيحة من الرجل العاقل الصالح مهمة ولها فائدة عظيمة


فهي خلاصة تجربة وثمرة من ثمرات العمر


فلهذا ذكرها الله عزوجل في القرآن العظيم حيث ذكر وصية إبراهيم الخليل لبنيه ويعقوب عليهم الصلاة والسلام

ووصية لقمان الرجل الصالح لابنه وموعظته البليغة الجامعة لخير الدنيا والآخرة فينبغي لكل مسلم أن يوصي بها ابنه أو ابنته .


ووصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة المطهرة جامعة للخير كله .

-------------------------------

وسأذكر هنا بعض وصايا الآباء لابنائهم لأنها تصدر في الغالب حين يستشعر قائلها دنو أجله واقتراب رحيله

فهي تفوح بالصدق وعمق التجربة تشوبها مسحة من الحزن .

******************************************

وصية الصحابي الجليل عمير بن حبيب لبنيه :

قال رضي الله عنه :

(( يابني إياكم ومخالطة السفهاء فإن مجالستهم داء

وإن من يحلم عن السفيه يسر بحلمه ومن يجبه يندم

ومن لايقر بقليل مايأتي به السفيه يقر بالكثير

وإذا أراد احدكم أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فليوطن قبل ذلك على الأذى

وليوقن بالثواب من الله عزوجل إنه من يوقن بالثواب من الله عزوجل لايجد مس الأذى ))

( وصايا الآباء لأبنائهم ص76)

*******************************************
وصية عمربن هبيرة لبعض بنيه :

قال :

(( لاتكونن أو مشير وإياك والرأي الفطير

وتجنب إرتجال الكلام

ولاتشر على مستبد ولاعلى وغد ولاعلى متلون ولاعلى لجوج

وخف الله في موافقة هوى المستشير

فإن التماس موافقته لؤم وسوء الإستماع خيانة )) ( ص90)

  وقال المهلب ابن أبي صفرة لابنه عبد الملك :
(( إياك والسرعة عن المسألة بنعم
فإن أولها سهل في مخرجها وآخرها ثقيل في فعلها
واعلم أن ( لا) وإن قبحت فربما روحت
وإن سئلت أمراً فقدرت عليه فأجب

وإن عرفت ان لاسبيل إليه فاعتذر منه
فإنه من لم يعد معتذراً فقد ظلم ))
( وصايا الآباء إلى أولادهم ص 9)

****************************** ***
قال ابو الأسود الدؤلي يوصي ابنه :
(( يابني إن كنت في قوم
فلاتتكلم بكلام من هو فوقك فيمقتوك
ولابكلام من هو دونك فيزدروك ))

*************************

وأوصى عبد الله بن شداد ابنه محمداً :

((أرى داعي الموت لايقلع وأرى من مضى لايرجع

عليك بتقوى الله وليكن أولى الأمور بك شكر الله وحسن النية في السر والعلانية فإن الشكور يزداد
والتقوى خير زاد
ولاتزهدن في معروف فإن الدهر ذو صروف

والأيام ذات نوائب على الشاهد والغائب

فكم من راغب قد كان مرغوباً إليه وطالب أصبح مطلوباً مالديه

واعلم ان الزمان ذو ألوان ومن يصحب الزمان يرى الهوان
وكن جواداً بالمال في موضع الحق بخيلاً بالأسرار عن جميع الخلق
فإن أحمد جود المرء الإنفاق في وجه البر وإنه أحمد بخل الحر الضن بمكتوم السر.
وإن غلبت يوماً على المال فلاتدع الحيلة على حال فإن الكريم يحتال والدنيء عيال
وكن أحسن ماتكون في الظاهر حالاً أقل ماتكون في الباطن مالاً فإن الكريم من من كرمت طبيعته وظهرت عند الإنفاذ نعمته .
وإن سمعت كلمة من حاسد فكن كأنك لست بالشاهد

فإنك إن أمضيتها حيالها رجع العيب على من قالها

وكان يقال الأريب العاقل هو الفطن المتغافل
ولاتواخ إمرأً حتى تعاشره وتتفد موارده ومصادره
فإذا استطبت العشرة ورضيت الخبرة

فواخه على إقالة العثرة والمواساة على العسرة
وإذا أحببت فلاتفرط وإذا أبغضت فلاتشطط فإنه قد كان يقال :
أحبب حبيبك هوناً ما عسى ان يكون بغيضك يوماً ما
وأبغض بغيظك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما
وعليك بصحبة الأخيار وصدق الحديث
وإياك وصحبة الأشرار فإنه عــــار )) ا.هـــ (أمالي القالي ص25)
فهذه نصيحة نفيسة من إمام من أئمة التابعين رحمه الله . 

 وصية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه لابنه

عن الشعبي قال 
لما حضر عبدالله بن مسعود الموت دعا إبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني :
أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل .
و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر .
و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به .
و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل .
و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها .)

( وصايا العلماء ص51) ( وصايا الأنبياء والسلف ص63)

 وصية عبادة بن الصامت رضي الله عنه لابنه
قال عطاء بن أبي رباح سألت ابن عبادة ابن الصامت : كيف كانت وصية أبيك حين حضره الموت ؟
قال : جعل يقول : يابني اتق الله واعلم أنك لن تتقي الله عزوجل ولن تبلغ العلم حتى تعبد الله عزوجل وحده وتؤمن بالقدر خيره وشره.

قلت : ياأبة كيف لي أن أؤمن بالقدر خيره وشره ؟
قال : تعلم أن ماأصابك لم يكن ليخطئك وماأخطأك لم يكن ليصيبك

فإن مت على غير هذا دخلت النار سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :

(( إن اول ماخلق الله القلم فقال الله عزوجل له : اكتب . فقال : ماأكتب . فقال الله عزوجل : القدر . فجرى تلك الساعة بماكان وماهو كائن إلى الأبد )) ( رواه أحمد وأبوداود والترمذي )
( وصايا العلماء عند حضور الموت للربعي ص 50)

 وصية سعيد بن العاص رحمه الله لابنه سعيد
(لما حضرت الوفاة سعيد ابن العاصي قال: يا بني، أيكم يكفل عني ديني ؟
قال عمرو بن سعيد: علي دينك يا أبه. كم هو ؟

قال: ثمانون ألف دينار.

قال: وفيم استدنتها ؟ قال: في كريم سددت خلله، أو لئيم اشتريت عرضي منه،

ثم قال سعيد: هذه خصلة وبقيت خصلتان. قال: ما هما يا أبه ؟ قال: يا بني لا تزوجن بناتي إلا من الأكفاء ولو بفلق خبز الشعير. قال: أفعل.
قال: يا بني، ذهبت خصلتان وبقيت خصلة. قال: وما هي يا أبه ؟ قال: يا بني، إن فقد إخواني وجهي فلا يفقدوا معروفي.
قال: أفعل يا أبه. قال: يا بني ما زلت أعرف الكرم في حماليق عينيك وأنت يحرك بك في مهدك حتى بلغت ما أرى.
يا بني، ما شاتمت رجلاً مذ كنت رجلاً، ولا زاحمت ركبتاي ركبته ولا كلفت من يرتجيني أن يسألني فيبذل وجهه ويرشح جبينه رشح السقاء، إذن، والله، فما وصلته.

يا بني، أخزى الله المعروف إذا لم يكن ابتداءً عن غير مسألة.
فأما إذا أتاك تكاد ترى دمه في وجهه مخاطراً، لا يدري أتعطيه أم تمنعه، فوالله لو خرجت له من جميع ما تملكه ما كافأته، ولا الذي بات يتململ على فراشه يعقب بين شفتيه أيجدني موضعاً لحاجته أم لا، لهو أعظم علي منةً مني عليه، إذا قضيتها له))
(البداية والنهاية , التعازي والمراثي )

وصية مروان بن الحكم لابنه

عن عبد العزيز بن مروان قال :

أوصاني مروان ( لاتجعل لداعي الله عزوجل عليك حجة
وإذا وعدت ميعاداً فأنزل عنده وإن ضربت به على حد السيف
وإذا رأيت أمراً فاستشر فيه أهل العلم بالله عزوجل وأهل مودتك
فأما أهل العلم فيهديهم الله عزوجل إن شاء
وأما أهل مودتك فلايألونك نصيحة . )
( وصايا العلماء عند حضور الموت ص104)

وصية عبد الله بن الحسين لابنه


قال عبد الله بن الحسين لابنه


(( أي بني إني مؤد إليك حق الله في حسن تأديبك فأد إلي ! حق الله في حسن الاستماع .


أي بني كف الأذى وارفض البذاء


واستغن عن الكلام بطول الفكر في المواطن التي تدعوك نفسك فيها إلى القول


فإن للقول ساعات يضر فيها خطؤه ولاينفع صوابه .


إحذر مشورة الجاهل وإن كان ناصحاً


كما تحذر مشورة العاقل إذا كان غاشاً


فإنه يوشك أن يورطاك بمشورتهما فيسبق إليك مكر العاقل وتوريط الجاهل )


( تاريخ الوصايا ص 145)

وصية علي بن الحسين رحمه الله لابنه محمد

عن أبي جعفر محمد بن علي قال : أوصاني أبي فقال :

(لاتصحبن خمسة ولاتحادثهم ولاترافقهم في طريق .
قال : قلت : جعلت فداك ياأبه من هؤلاء الخمسة ؟
قال : لاتصحبن فاسقاً فإنه بائعك بأكلة ومادونها .
قال : قلت ياأبه فمادونها ؟
قال : يطمع فيها ثم لاينالها .
قال : قلت : ياأبه ومن الثاني ؟ قال :
لاتصحبن البخيل فإنه يقطع بك في ماله أحوج ماكنت إليه .
قال : قلت : ياأبه ومن الثالث ؟
قال : لاتصحبن كذاباً فإنه بمنزلة السراب يبعد عنك القريب ويقرب منك البعيد .
قال : قلت ياأبه ومن الرابع ؟
قال : لاتصحبن أحمقاً فإنه يريد أن ينفعك فيضرك .
قال قلت :ياأبه ومن الخامس ؟
قال : لاتصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع )
( وصايا الأنبياء والسلف ص 91 نقلاًُ عن حلية الأولياء 183/3)


 وصية سعيد بن المسيب رحمه الله لابنه
عن زرعة بن عبد الرحمن قال : دخلت على سعيد بن المسيب وهو يجود بنفسه فدعا ابنه محمداً
فقال : يامحمد إني موصيك بثلاث لاتعملن بعد موتي شيئاً منها اشهد عليها يازرعة
لاتتبعوني بنار فبئس المشيع للجنازة
ولايؤذنن بالمسجد رحم الله من شهد سعيد بن المسيب حسبي من يحملني إلى ربي عزوجل ولو أربعة .
ولاتخلين بيني وبين باكية علي لاحاجة لي فيها

تكذب علي وتقول : كان وكان )
( وصايا الأنبياء والسلف ص92, وصايا العلماء ص 80)

 وصية العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه لابنه عبد الله
قال عبد الله بن عباس رضي الله عنه

قال لى أبي :

((يا بني،إن عمر يدنيك فاحفظ عني ثلاثاً

لا تفشين له سرا،
 ولا تغتابن عنده أحداً ولا يجربن عليك كذباً ))
( سير أعلام النبلاء 346/3 , المعرفة والتاريخ للفسوي 533/1) 

 وصية عبد الملك بن مروان لبنيه :

قال عبد الملك بن مروان يوصي بنيه :

( كفوا الأذى وابذلوا المعروف

واعفوا إذا قدرتم

ولاتبخلوا إذا سئلتم

ولاتلحفوا إذا سألتم

فإنه من ضيق ضُيق عليه )

( تاريخ الوصايا ص153 نقلاً عن العقد 99/3 )

 وصية المنصور لابنه المهدي
قال المنصور لابنه المهدي :
( ياأباعبد الله

لاتجلس مجلساً إلا ومعك من أهل العلم من يحدثك
فإن محمد بن شهاب الزهري قال : الحديث ذكر ولايحبه إلا ذكور الرجال
ولايبغضه إلا مؤنثوهم وصدق أخو زهرة )
( تاريخ الوصايا ص165 عن تاريخ الطبري 72/8 )

 وصية علقمة بن لبيد العطاردي لابنه

(يا بني!

إذا نزغتك إلى صحبة الرجال حاجة؛ فاصحب منهم من: إن صحبته؛ زانك،

وإن خدمته؛ صانك،

وإن 
أصابتك خصاصة (الفقر والحاجة) مانك (أي أنفق عليك واحتمل مؤونتك وقام بكفايتك)،

وإن قلتَ؛ صدَّق قولك، وإن صُلتَ؛ شد صولك، وإن مددت يدك بفضل؛ مدَّها،

وإن رأى منك حسنة؛ عدَّها، وإن سألته؛ أعطاك،

وإن سكتَّ عنه؛ ابتداك، وإن نزلت بك إحدى الملمات؛ آساك،

من لا يأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائق، ولا يخذُلك عند الحقائق،

إن حاول حوِيلاً؛ آمرك، وإن تنازعتما مُنفِساً: آثرك.

(حاول الشيء: أراده، وآمر: شاور، والمنفِس: عظيم القيمة).

( عيون الأخبار لابن قتيبة عن تاريخ الوصايا ص 156)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق