الخميس، 30 أبريل 2020

حكم من يحتج بالقرآن فقط وينكر السنة...لجمع من أهل العلم


فتوى الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله
السؤال: سماحة الشيخ! ألاحظ في رسالة أخينا أنه يكثر من قوله: إن هذا لم يرد في القرآن، إن هذا لم يرد في القرآن، هل من تعليق على هذا جزاكم الله خيراً؟


الجواب:



نعم، هذا قول طائفة من الناس ترى أنه لا يحتج بالسنة وإنما يحتج بالقرآن فقط، وأن السنة فيها الضعيف وفيها الصحيح، وأنها عندهم ملتبسة لا يحتج بها،



وهذا معناه عصيان قوله جل وعلا: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النساء:59] فمعناه: أطيعوا الله فقط ولا يطاع الرسول، فالسنة هي أمر الرسول ونهيه عليه الصلاة والسلام،


والله يقول: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63] ويقول جل وعلا: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7] ويقول ﷺ: إني أوتيت القرآن ومثله معه.



فهذه الطائفة التي ترى أن السنة لا يحتج بها جميعها طائفة كافرة ضالة، فالواجب على من يعرفهم أن يهجرهم، وأن يعرفهم أنهم على باطل وأنهم كفار بهذا العمل، بإنكارهم السنة يكفرون ويخرجون من دائرة الإسلام،
بل يجب على كل مسلم أن يقبل السنة، وأن يعمل بما صح منها، وأن يحذر إنكارها، فإنكارها بالكلية وأنه لا يحتج إلا بالقرآن هذا من أبطل الباطل وأعظم الكفر نسأل الله العافية. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.

https://binbaz.org.sa/fatwas/9796/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D8%AC-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%82%D8%B7-%D9%88%D9%8A%D9%86%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9

الأحد، 26 أبريل 2020


إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللَّه من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده اللَّه فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا اللَّه وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلّى اللَّه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً. أما بعد:


فإن اللَّه قد جعل لكل مطلوب سبباً وطريقاً يوصل إليه. والإيمان هو أعظم المطالب وأهمها. وقد جعل اللَّه له أسباباً تجلبه وتقوِّيه، كما كان له أسباب تُضعِفه وتُوهيه.


* ومن أعظم ما يُقوّي الإيمان ويَجلبُهُ معرفة أسماء اللَّه الحُسنى الواردة في الكتاب والسنة، والحرص على فهم معانيها، والتعبد للَّه بها، قال اللَّه تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْـحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(

، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة t عن النبي r أنه قال:

«إن للَّه تسعة وتسعين اسماً مائةً إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة»

 أي من حفظها، وفهم معانيها ومدلولها، وأثنى على اللَّه بها، وسأله بها، واعتقدها دخل الجنة. والجنة لا يدخلها إلا المؤمنون. فَعُلِمَ أن ذلك أعظم ينبوع ومادة لحصول الإيمان، وقوَّته وثباته. ومعرفة الأسماء الحُسنى - بمراتبها الثلاث: إحصاء ألفاظها وعددها، وفهم معانيها ومدلولها، ودعاء اللَّه بها. دعاء الثناء والعبادة، ودعاء المسألة - هي أصل الإيمان والإيمان يرجع إليها؛ لأن معرفتها تتضمن أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات، وهذه الأنواع هي روح الإيمان، وأصله وغايته، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء اللَّه وصفاته ازداد إيمانُه، وقوي يقينهُ. فينبغي للمؤمن أن يبذل مقدوره ومستطاعه في معرفة اللَّه بأسمائه، وصفاته، وأفعاله. من غير تعطيل، ولا تمثيل، ولا تحريف، ولا تكييف. بل تكون المعرفة مُتلقَّاة من الكتاب والسنة، وما رُويَ عن الصحابة والتابعين لهم بإحسان. فهذه هي المعرفة النافعة التي لا يزال صاحبها في زيادة في إيمانه، وقوة يقينه، وطُمأنينة في أحواله، ومحبة لربه، فمن عرف اللَّه بأسمائه، وصفاته، وأفعاله أحبه لا محالة؛ ولهذا كانت المعطلة، والفرعونية، والجهميّة قُطَّاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى محبة اللَّه تعالى .




([1]) سورة الأعراف، الآية: 180 .

([2]) أخرجه البخاري في كتاب الشروط، باب ما يجوز من الاشتراط والثنيا في الإقرار، برقم 2736، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار، باب في أسماء الله تعالى وفضل من أحصاها، برقم 2677.

([3]) انظر:مدارج السالكين لابن القيم،3/17،والتوضيح والبيان لشجرة الإيمان لعبد الرحمن السعدي، ص39، وبدائع الفوائد لابن القيم، 1/164 .



https://uptobox.com/k4es1l8vlwy0

الثلاثاء، 21 أبريل 2020

إتحاف أهل الايمان بدروس شهر رمضان . لفضيلة الشيخ صالح الفوزان

المقدمة


الحمدلله الذي شرع لعباده صيام شهر رمضان وجعله أحد أركان الإسلام والصلاة والسلام على نبينا محمد أفضل من صلى وصام وعلى آله وأصحابه البررة الكرام ، وبعد ،

فهذه دروس تتضمن التذكير بفضائل هذا الشهر المبارك والحث على الجد والاجتهاد فيه ، واغتنام أيامه ولياليه مع الإشارة إلى بعض الأحكام الفقهية المتعلقة بالصيام والقيام ، قصدت بكتابتها تذكير نفسي وإخواني سائلا الله أن ينفع بها من كتبها ومن قرأها ومن سمعها من المسلمين وأن يغفر لي ما وقع فيها خطأ أو تقصيرا ...

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ...

صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان

الدرس الأول في بيان متى فُرض صوم شهر رمضان على الأمة ؟

الحمد لله ذي الفضل والإنعام ، شرع الصيام لتطهير النفوس من الآثام ، والصلاة والسلام على نبينا محمد ، خير من صلى وصام ، وداوم على الخير واستقام ، وعلى آله وأصحابه زمن اقتدى به على الدوام ،

أما بعد قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " [البقرة 183]

والآيات بعدها ، فقد ذكر الله سبحانه في هذه الآيات الكريمة أنه كتب الصيام على هذه الأمة كما كتب على من قبلها من الأمم وكتب بمعنى فرض فالصيام مفروض على هذه الأمة وعلى الأمم قبلها .

قال بعض العلماء في تفسير هذه الآية : عبادة الصيام مكتوبة على الأنبياء وعلى أممهم من آدم إلى آخر الدهر .


وقد ذكر الله ذلك لأن الشيء الشاق إذا عم سهل فعله على النفوس وكانت طمأنينتها به أكثر . فالصيام إذا فريضة على جميع الأمم ، وإن اختلفت كيفيته ووقته ،


قال سعيد بن جبير كان صوم من قبلنا من العتمة إلى الليلة القابلة ، كما كان في ابتداء الاسلام ، وقال الحسن : كان صوم رمضان واجبا على اليهود ، لكنهم تركوه وصاموا يوما في السنة زعموا أنه يوم غرق فرعون وكذبوا في ذلك ، فإن ذلك اليوم يوم عاشوراء ،


وكان الصوم أيضا واجبا على النصارى لكنهم بعد أن صاموا زمانا طويلا صادفوا فيه الحر الشديد فكان يشق عليهم في أسفارهم ومعايشهم ، فاجتمع رأي علمائهم ورؤسائهم على أن يجعلوا صيامهم في فصل من السنة بين الشتاء والصيف فجعلوه في الربيع ، وحولوه إلى وقت لا يتغير ،


ثم قالوا عند التحويل زيدوا فيه عشرة أيام كفارة لما صنعوا ، فصار أربعين


وقوله تعالى " لعلكم تتقون " أي بسبب الصوم ،

فالصوم يسبب التقوى لما فيه من قهر النفس وكسر الشهوات ،

وقوله تعالى " فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن" قيل هي أيام من غير رمضان وكانت ثلاثة أيام ،

وقيل هي أيام رمضان ، لأنه بينها في الآية التي بعدها بقوله " شهر رمضان " .

قالوا وكانوا في أول الإسلام مخيرين بين الصوم والفدية لقوله تعالى " وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين فمن تطوع خيرا فهو خير له وأن تصوموا خير لكم " [البقرة 184]

ثم نسخ التخيير بايجاب الصوم عينا بقوله " فمن شهد منكم الشهر فليصمه " [البقرة 185] ،

وحكمة ذلك التدرج في التشريع والرفق بالأمة لأنهم لما لم يألفوا الصوم كان تعيينه عليهم ابتداء فيه مشقة ، فخيروا بينه وبين الفدية أولا ، ثم لما قوي يقينهم واطمأنت نفوسهم وألفوا الصوم وجب عليهم الصوم وحده ، ولهذا نظائر في شرائع الإسلام الشاقة ، فهي تشرع بالتدريج ،

لكن الصحيح أن الآية منسوخة في في حق القادر على الصيام ، وأما في حق العاجز عن الصيام لكبر أو مرض لا يرجى برؤه فالآية لم تنسخ في حقهم ، فلهم أن يفطروا ويطعموا عن كل يوم مسكينا ،

وليس عليهم قضاء .

أما غيرهم فالواجب عليهم الصوم ، فمن أفطر لمرض عارض أو سفر فإنه يجب عليه القضاء لقوله تعالى " فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر " [البقرة 185]

وقد فرض صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة وصام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة رمضانات وصار صوم رمضان حتما وركنا من أركان الإسلام من جحد وجوبه كفر ،

ومن أفطر من غير عذر وهو مقر بوجوبه فقد فعل ذنبا عظيما يجب تعزيره وردعه وعليه التوبة إلى الله ، وقضاء ما أفطر .

هذا وبالله التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.

https://vb.arabsgate.com/showthread.php?t=549555

الأحد، 19 أبريل 2020

كتاب التوحيد ... الشيخ صالح الفوزان pdf

كتاب التوحيد ... الشيخ صالح الفوزان pdf

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبة
فهذا كتيب مختصرمفيد في التوحيد والعقيدة للشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله
يتطرق إلى مواضيع مهمة معاصرة عن الانحراف البشري عن العقيدة الصحيحة بشرك أو إلحاد أو نفاق وغيره
وبيان العقيدة الصحيحة وخطر البدع والغلو وغير ذلك 
الكتيب في 124 صفحة من الحجم الصغير .
التحميل من هنا

http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=157694


الجمعة، 17 أبريل 2020

الجواب عمن يقول بأن الله حال بين خلقه - ابن باز رحمه الله ... 

فقد تكررت الأسئلة عمن يقول بأن الله سبحانه حال بين خلقه، ومختلط بهم، وأن ذلك هو معنى المعية العامة، وشبهوا أيضا بقوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ} الآية وقوله: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} ومعنى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن عندهم، وإنما كان الله تعالى بذاته معهم؛ لأنه في كل مكان، على حد قولهم.


الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ننشر فيما يلي فتوى العلامة عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية رحمه الله حول الجواب عمن يقول بأن الله حال بين خلقه:


الجواب عمن يقول بأن الله حال بين خلقه



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أما بعد:



فقد تكررت الأسئلة عمن يقول بأن الله سبحانه حال بين خلقه، ومختلط بهم، وأن ذلك هو معنى المعية العامة، وشبهوا أيضا بقوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ} الآية


 وقوله: {وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ} 

ومعنى ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن عندهم، وإنما كان الله تعالى بذاته معهم؛ لأنه في كل مكان، على حد قولهم.


ولما كان القائل بهذا القول قد أساء الفهم، وارتكب خطأ فاحشا، مخالفا للعقيدة الصحيحة، التي جاء بها القرآن والسنة، واعتقدها سلف هذه الأمة، رأيت بيان الحق، وإيضاح ما خفي على هذا القائل في هذا الأمر العظيم، الذي يتعلق بأسماء الله وصفاته، فالله سبحانه وتعالى يوصف بما وصف به نفسه، 


وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم على ما يليق بجلاله، من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، كما قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} 


وإن مما ثبت في القرآن والسنة، وأجمع عليه سلف الأمة: أن الله سبحانه فوق خلقه، بائن منهم، مستو على عرشه، استواء يليق بجلاله، لا يشابه خلقه في استوائهم، وهو سبحانه معهم بعلمه، لا تخفى عليه منهم خافية، وهذا هو ما يدل عليه القرآن، بأبلغ العبارات وأوضحها، وما تدل عليه السنة بالأحاديث الصحيحة الصريحة، ومن الأدلة القرآنية على أن الله سبحانه في السماء فوق خلقه، مستو على عرشه 


قوله سبحانه: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} 

وقوله: {إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ} ، {تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} ، {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ} ، {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ} {أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا} وقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ} {أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} الآيات.


وأما الأدلة من السنة فقد ورد في الأحاديث الصحاح والحسان ما لا يحصى إلا بالكلفة، مثل قصة معراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ربه، وفي حديث الرقية الذي رواه أبو داود وغيره: «ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك أمرك في السماء والأرض » الحديث،


 وقوله في حديث الأوعال «والعرش فوق ذلك والله فوق عرشه وهو يعلم ما أنتم عليه» رواه أحمد وأبو داود وغيرهما، وقوله في الحديث الصحيح للجارية: «أين الله؟ قالت في السماء قال من أنا؟ قالت أنت رسول الله فقال أعتقها فإنها مؤمنة » أخرجه مسلم في صحيحه 

إلى أمثال ذلك من الأحاديث الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمفيدة علما يقينيا أن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ أن الله سبحانه على عرشه، وأنه فوق السماء، كما فطر الله على ذلك جميع الأمم، عربها وعجمها، في الجاهلية والإسلام إلا من اجتالته الشياطين عن فطرته، ثم عن السلف في ذلك من الأقوال ما لو جمع لبلغ مئين أو ألوفا، ثم ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من سلف الأمة، لا من الصحابة ولا من التابعين لهم بإحسان، ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف - حرف واحد يخالف ذلك، لا نصا ولا ظاهرا، 


ولم يقل أحد منهم قط أن الله ليس في السماء، ولا أنه ليس على العرش، ولا أنه بذاته في كل مكان، ولا أن جميع الأمكنة بالنسبة إليه سواء، ولا أنه لا داخل العالم ولا خارجه، ولا أنه لا تجوز الإشارة الحسية إليه بالأصابع ونحوها، 


بل قد ثبت في الصحيح عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب خطبته العظيمة في يوم عرفات، في أعظم مجمع حضره الرسول صلى الله عليه وسلم جعل يقول: «ألا هل بلغت؟ فيقولون نعم فيرفع أصبعه إلى السماء ثم ينكبها إليهم ويقول اللهم اشهد» 

. غير مرة، وأمثال ذلك كثير.


كما أوضح هذا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم. انظر الفتاوى جـ ص 14. والمقصود أن هذا المعتقد الفاسد الذي تعتقده الجهمية المعطلة ومن سار على سبيلهم من أهل البدع، من أفسد المعتقدات وأخبثها، وأعظمها بلاء وتنقصا للخالق جل وعلا، نعوذ بالله من زيغ القلوب. والأدلة على بطلان هذا المذهب الضال كثيرة، فإن العقل الصحيح والفطرة السليمة ينكران ذلك، فضلا عن الأدلة الشرعية الثابتة، أما استدلال بعضهم بالآيات المذكورة آنفا، فإنه من أبطل الباطل، حيث زعموا أنه يؤخذ من الآيات أن الله موجود بذاته في الأرض بجانب الطور تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.



وقد خفي على هذا القائل أن المعية نوعان: عامة وخاصة، فالخاصة كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} وقوله سبحانه: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} وقوله: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} وأشباهها من الآيات. فهو سبحانه مع أنبيائه وعباده المؤمنين المتقين بالنصر والتأييد، والإعانة والتوفيق والتسديد والكفاية والرعاية والهداية. كما قال عز وجل فيما رواه عنه نبيه صلى الله عليه وسلم إذ يقول: «ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها » .



 وليس معنى ذلك أن يكون الله سبحانه جوارح للعبد - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا - إنما المراد تسديده وتوفيقه، في جوارح العبد كلها كما تفسر ذلك الرواية الأخرى، حيث قال سبحانه: «فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي» فوضح بهذا سبحانه أن المراد من قوله: كنت سمعه إلخ: توفيقه وتسديده وحفظه له من الوقوع فيما يغضبه.


وأما المعية العامة فمعناها: الإحاطة التامة والعلم، وهذه المعية هي المذكورة في آيات كثيرة كقوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا} وقوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} وقوله: {فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ} وقوله: {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ} إلى غير ذلك من الآيات، فهو جل وعلا مستو على عرشه، على الكيفية اللائقة بكماله وجلاله وهو محيط بخلقه علما. وشهيد عليهم أينما كانوا، وحيث كانوا، من بر أو بحر، في ليل أو نهار، في البيوت والقفار، الجميع في علمه على السواء، وتحت بصره وسمعه، فيسمع كلامهم، ويرى مكانهم، ويعلم سرهم ونجواهم، كما قال تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} وقوله تعالى: {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ} وقال: {لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} فلا إله غيره ولا رب سواه. 


وقد بدأ سبحانه آيات المعية العامة بالعلم، وختمها بالعلم، ليعلم عباده أن المراد بذلك: علمه سبحانه بأحوالهم، وسائر شئونهم، لا أنه سبحانه مختلط بهم في بيوتهم، وحماماتهم وغير ذلك من أماكنهم، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، والقول بأن معنى المعية هو اختلاطه بالخلق بذاته، هو ما يقول به أهل الحلول، الذين يزعمون أن معبودهم في كل مكان بذاته، وينزهونه عن استوائه على عرشه، وعلوه على خلقه، ولم يصونوه عن أقبح الأماكن وأقذرها، قبحهم الله وأخزاهم، وقد تصدى للرد عليهم أئمة السلف الصالح، كأحمد بن حنبل، وعبد الله بن المبارك، وإسحاق بن راهويه، وأبي حنيفة النعمان، وغيرهم ومن بعدهم من أئمة الهدى، كشيخ الإسلام ابن تيمية، والعلامة ابن القيم والحافظ ابن كثير وغيرهم.


وإذا تبين هذا فإنه لا يؤخذ من قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ} وما جاء في معناها من الآيات، أنه مختلط وممتزج بالمخلوقات، لا ظاهرا ولا حقيقة، ولا يدل لفظ (مع) على هذا بوجه من الوجوه، وغاية ما تدل عليه المصاحبة والموافقة، والمقارنة في أمر من الأمور، وهذا الاقتران في كل موضع بحسبه، 


قال أبو عمر الطلمنكي رحمه الله تعالى: أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} ونحو ذلك من القرآن: أنه علمه، وأن الله تعالى فوق السماوات بذاته، مستو على عرشه، كما نطق به كتابه وعلماء الأمة، وأعيان الأئمة من السلف لم يختلفوا أن الله على عرشه فوق سماواته، 


وقال أبو نصر السجزي: أئمتنا كسفيان الثوري، ومالك، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، والفضيل، وابن المبارك، وأحمد، وإسحاق، متفقون على أن الله سبحانه بذاته فوق العرش وعلمه بكل مكان. وقال أبو عمر ابن عبد البر: أجمع علماء الصحابة والتابعين الذين حمل عنهم التأويل، قالوا في تأويل قوله تعالى: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ} الآية وهو على العرش، وعلمه في كل مكان، وما خالفهم في ذلك أحد يحتج بقوله. وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله على قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} أي رقيب شهيد على أعمالكم، حيث كنتم وأين كنتم، من بر أو بحر في ليل أو نهار، في البيوت أو في القفار، الجميع في علمه على السواء وتحت بصره وسمعه، فيسمع كلامكم، ويرى مكانكم ويعلم سركم ونجواكم،


 كما قال تعالى: {أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}

 وقال تعالى: {سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ}

 فلا إله غيره ولا رب سواه. 

وقال في تفسير آية سورة المجادلة: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ} أي من سر ثلاثة {إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}

 أي مطلع عليهم يسمع كلامهم وسرهم ونجواهم، ورسله أيضا مع ذلك تكتب ما يتناجون به، مع علم الله به، وسمعه له، كما قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}


 وقال تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} ولهذا حكى غير واحد الإجماع على أن المراد بهذه الآية معية علمه تعالى، ولا شك في إرادة ذلك، ولكن سمعه أيضا مع علمه محيط بهم، وبصره نافذ فيهم، فهو سبحانه وتعالى مطلع على خلقه لا يغيب عنه من أمورهم شيء.


وكلام السلف في هذا المقام أكثر من أن يحصر. والمقصود بيان أن هذا المعتقد وهو القول بأن الله بذاته في كل مكان، وأن معنى قوله {وَهُوَ مَعَكُمْ} أنه معهم بذاته وأنه لا تجوز الإشارة إليه - قول في غاية السقوط والبطلان، كما هو جلي من الأدلة الكثيرة الصريحة، التي سبق ذكر بعضها، وواضح بطلانه من إجماع أهل العلم، الذي نقله عنهم من سبق ذكره من الأئمة.



وبهذا يتضح أن القائلين بالحلول، أعني حلول الله سبحانه بين خلقه بذاته ومن قال بقولهم قد جانبوا الصواب وأبعدوا النجعة، وقالوا على الله خلاف الحق، وتأولوا الآيات الواردة في المعية على غير تأويلها الذي قاله أهل العلم. 



نعوذ بالله من الخذلان، ومن القول على الله بلا علم، ونسأله الثبات على الحق والهداية إلى سبيل الرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


المصدر: مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية رحمه الله (المتوفى: 1420هـ) - أشرف على جمعه وطبعه: محمد بن سعد الشويعر (ج 1 - ص 139).


والله ولي التوفيق.


موقع روح الإسلام

الاثنين، 13 أبريل 2020

كتاب الكتروني: السنة لأبي بكر بن الخلال (عدة صيغ)

كتاب الكتروني: السنة لأبي بكر بن الخلال (عدة صيغ)

نبذة عن الكتاب: [السُّنَّة لأبي بكر بن الخلال - التعريف بالكتاب، نقلا عن موقع جامع الحديث]:

(المؤلف)
أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخَلَّال (311 هـ) .

(اسم الكتاب الذي طبع به ووصف أشهر طبعاته)
طبع باسم:
السنة
بدراسة وتحقيق الدكتور عطية بن عتيق الزهراني، وصدر عن دار الراية للنشر والتوزيع - الرياض، 1499 هـ.

(توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه)
اشتهرت نسبة كتاب السنة إلى الإمام الخلال رحمه الله ويدل على ثبوت الكتاب عنه تتابع أهل العلم على الاستفادة من الكتاب مع نسبته إلى الخلال؛ منهم الذهبي في السير (1498) ، وابن رجب في التخويف من النار (18، 124، 125) وفي جامع العلوم والحكم (16) ، وابن حجر في الفتح (8608) ، (1397) ، (18) ، وأبو يعلى في طبقات الحنابلة (1) ، (1) ، ونسبه إليه حاجي خليفة في كشف الظنون (176) ، وأكثر شيخ الإسلام ابن تيمية من النقل منه في العديد من كتبه.

(وصف الكتاب ومنهجه)
1 - لم يذكر المؤلف رحمه الله الباعث على تأليف الكتاب، بيد أن الظاهر - والله أعلم - أنه أراد به الرد على الفرق المخالفة لأهل السنة والجماعة في مسائل معينة كانت مجال أخْذٍ وردٍّ في عصره، ثم إنه عضد ذلك بذكر أقوال أئمة السلف؛ كإسحاق بن راهويه، وسفيان، ومالك، فصار الكتاب بذلك أصلًا مهمًّا في بيان معتقد السلف.
2 - صرفَ المصنف في هذا الكتاب هِمَّته إلى جمع مسائل الإمام أحمد - رحمه الله -، ولم يقتصر على جمعها فحسب، بل كانت له زيادات من طريقه هو.
3 - بدأ بذكر أقوال الإمام أحمد في الموضوع الذي يتناوله، وبعده يذكر ما يعضد أقوال الإمام من السنة من غير طريق الإمام.
4 - بلغ عدد الأحاديث والآثار الواردة بالكتاب 1852 حديثًا وأثرًا، ترددت بين الصحة والحسن والضعف.

* المؤلف: الخلال (000 - 311 هـ = 000 - 923 ه)

أحمد بن محمد بن هارون، أبو بكر، الخلال: مفسر عالم بالحديث واللغة، من كبار الحنابلة.
من أهل بغداد.
كانت حلقته بجامع المهدي.
قال ابن أبي يعلى: له التفاسير الدائرة والكتب السائرة.
وقال الذهبي: جامع علم أحمد ومرتبه.
من كتبه (تفسير الغريب) و (طبقات أصحاب ابن حنبل - خ) قطعة منه، و (الحث على التجارة والصناعة والعمل - خ) في دار الكتب و (السنة) و (العلل) و (الجامع لعلوم الإمام أحمد) في الحديث، قيل: لم يصنف في مذهب مثله، نحو مئتي جزء.
نبذة عن قسم كتب الكترونية: هو قسم مخصص لإفراد بعض الكتب الهامة بالنشر، وفصلها عن الموسوعات، ونشرها بالصيغ الالكترونية المتعددة، وتوثيقها بنسخ مصورة (بي دي اف) ما أمكن.
بيانات النسخ: تشمل ما يلي:
* المصورة (بي دي اف): الكتاب: السنة - المؤلف: أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون بن يزيد الخَلَّال البغدادي الحنبلي (المتوفى: 311هـ) - المحقق: د. عطية الزهراني - الناشر: دار الراية - الرياض - الطبعة: الأولى، 1410هـ - 1989م

* الالكترونية (عدة صيغ): ذات المصورة.

كتاب الكتروني: جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية (مفهرس، عدة صيغ، نسخ مميزة)


نبذة عن الكتاب: 


قال المؤلف الشيخ شمس الدين الافغاني رحمه الله في المقدمة ما ملخصه: [لقد كان الله سبحانه وتعالى خلق آدم أبا البشر وزوجه أم البشر وارتضى لهما ولجميع بني آدم هذا الدين القيم؛ فكانوا يعبدون ربهم وحده لا شريك له. وقد كانوا كلهم أمة واحدة على ملة واحدة؛ يوحدون ربهم عز وجل ويعبدونه وحده لا شريك له، بطريقة واحدة أرشدهم إليها بواسطة أنبيائه عليهم السلام، فلم يكونوا يشركون بعبادة ربهم أحدًا، كما أنهم لم يكونوا يعبدون ربهم بطرق بدعية. فكانوا كلهم رجالًا ونساءً مسلمين موحدين سنيين، ولم يكن فيهم مشرك بالله، ولا قبوري، ولا وثني، ولا صنمي، ولا مبتدع في دين الله، ولا خرافي في شرع الله. فلم يكن يوجد صنم يسجد له، ولا وثن يعبد، ولا قبر يعكف عليه، ويراقب إليه، ولا شجر يتبرك به، ولا حجر يذبح عنده، ولا ملك مقرب ينذر له، ولا نبي مرسل يستغاث به، ولا ولي صالح يستعان به. وقد كان إبليس عليه لعائن الله تترى عدوًّا لدودًا لهم جميعًا، وكان وضعهم هذا يسيئه؛ لكونه يراهم في طاعة الله يسيرون، وعلى شرع الله يسلكون، والله وحده يعبدون، وإياه يوحدون؛ فكان يتحين لهم الفرص لإغوائهم بطرق إبليسية سرية شيطانية مزخرفة؛ فلم يتمكن من ذلك؛ إلى أن توفي بعض الصالحين الذين لهم مكانة في قلوبهم؛ أمثال ود، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر، فحزنوا لفراقهم حزنًا شديدًا. فاحتال عليهم الشيطان، وسول لهم أمورًا استدرجهم بها إلى أن عكفوا على قبورهم فعبدوهم. وبهذه الطريقة الشيطانية، ظهرت فرقة قبورية في بني آدم قبل رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام؛ حيث انحرفوا عن عبادة الله تعالى وحده، وناقضوا توحيده سبحانه، حتى رسخت الوثنية في قلوبهم، وجعلوا يعبدون هؤلاء الصالحين بأنواع من العبادات تحت ستار التعظيم والولاية والمحبة والتوسل والشفاعة. وقد آل بهم الأمر إلى أن صارت أمة التوحيد أمة وثنية، فأرسل الله تعالى إليهم رسوله نوحًا عليه الصلاة والسلام، فمكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عامًا، وكان يدعوهم إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، ونبذ عبادة القبور وأهلها، وترك الاستغاثة بالصالحين، والاستعانة بهم. فحاربوه وعاندوه، ولم يقبلوا منه، وبقوا على قبوريتهم ووثنيتهم، إلا نزرًا قليلًا من الموحدين السنيين؛ إلى أن اجتاحهم الله تعالى بطوفان من عنده، ونجا أهل التوحيد. ثم بعد فترة من الزمن احتال عليهم إبليس؛ فزين لهم بمكائده ومكره عبادة القبور وأهلها من الصالحين، إلى أن انتشرت القبورية بسبب عبادتها وعبادة أصحابها في كثير من الأمم؛ أمثال عاد وثمود ومدين وغيرهم. وانتشرت القبورية وتطورت، واتخذت صورًا شتى، وآل الأمر إلى عبادة الأوثان والأصنام والأحجار والأشجار التي لها علاقة بالقبور وأهلها من الصالحين. حتى وصل الأمر إلى مشركي العرب ... وقد كانوا في الأصل على ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ولكن استدرجهم الشيطان، فزين لهم عبادة القبور وأهلها، فدخلت فيهم الوثنية من طريق عبادة القبور وأهلها، فكانوا قبورية وثنية صنمية. ثم أنعم الله تعالى على هذه الأمة؛ فبعث محمدًا صلى الله عليه وسلم رسولًا إلى الثقيلن، {عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ} فهدى الله الناس بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به من البينات والهدى: هداية جلت عن وصف الواصفين، وفاقت معرفة العارفين، وفتح الله به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا، وجمعهم على دين الإسلام؛ دين التوحيد، والملة الإبراهيمية الحنيفة بعد تشتت تام وعداوة كاملة، وانهيار خلقي، وانحلال ديني وفساد عقدي، وألف به بين قلوبهم، فأصبحوا بنعمته إخوانًا، وكسرت الأصنام، والأوثان، وطمست التماثيل، وسويت القبور المشرفة، وأزيل كل ما يعبد من دون الله؛ من قبر وشجر وحجر ونصب وصنم ووثن، وأبطل، وصار الدين كله لله. وصار الناس مسلمين موحدين يعبدون الله وحده مخلصين له الدين وانقشعت ظلمات الإشراك بالله، ورفرفت رايات التوحيد في البلاد * والعرب والعجم من العباد].


ثم قال الشيخ في مبحث لاحق ما ملخصه: [فإن أصل مذهب الحنفية كله قضاء على القبورية من أصلها. فقد قال الإمام أبو حنيفة رحمه الله تعالى مقالة حنفية حنيفية قاطعة لدابر القبورية في القديم والحديث وهي مقالة سارت بها الركبان * وصارت لأهل التوحيد من أعظم البرهان * على القبورية عامة * والقبورية الحنفية خاصة * وهي قولته المشهورة المستفيضة: ((لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به....)) . وهكذا كثير من مسائل الفقه الحنفي وقواعدها رد بالغ على القبورية وقمع لهم ولشبهاتهم؛ كنفي سماع الموتى، وتحريم البناء على القبور. ولما كانت القبورية بهذه الكثرة الكاثرة، وضررها على الإسلام والمسلمين أعظم وأشد وأعم وأطم؛ حيث جروا ويلات على العقيدة السلفية طيلة هذه القرون، وكانت لعلماء الحنفية جهود عظيمة في إبطال عقائدهم وكشف فضائحهم، ثم كان أكثر القبورية المنتسبين إلى الأئمة هم الحنفية - أردت أن أضرب أعناق معانديهم بسيوف أهل مذهبهم تنكيلًا لهم، وأرشد جهالهم بنصوص أئمتهم نصحًا لهم؛ لذلك سميت كتابي هذا: ((جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية)) . وقد كنت عشت في أوساط الحنفية وتجمعاتهم وتتلمذت عليهم في علومهم المنطقية والكلامية والأدبية والأصولية والفقهية والتفسيرية، في البلاد الأفغانية والتركستانية والباكستانية، وقد عرفت أهل التوحيد منهم والقبورية، والجهمية، والصوفية، منهم حق المعرفة، واختبرتهم اختبار الحكيم المجرب، واطلعت على كتبهم العربية والفارسية والأفغانية والأردية، فعرفت كثيرًا من عجرهم وبجرهم * وكثيرًا من خيرهم وشرهم. فصاحب البيت أدرى بما فيه، وأهل مكة أعرف بشعابها. فعزمت على هذا العمل الشاق متوكلًا على الله ومستعينًا منه، ومستغيثًا به].



(أصل هذا الكتاب رسالة دكتوراة من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة) نالت مرتبة الشرف الاولى، و كانت لجنة المناقشة من فضيلة الشيخ د.صالح بن عبد الله العبود مشرفا، و فضيلة الشيخ د. علي الحذيفي إمام الحرمين مناقشا، و د.غالب العواجي مناقشا.


ملاحظة: هذا الإصدار يعتني بالفهرسة ونحوها، لإعداد الكتاب في نسخة الكترونية مميزة.


نبذة عن قسم كتب الكترونية: هو قسم مخصص لإفراد بعض الكتب الهامة بالنشر، وفصلها عن الموسوعات، ونشرها بالصيغ الالكترونية المتعددة، وتوثيقها بنسخ مصورة (بي دي اف) ما أمكن.
بيانات النسخ: تشمل ما يلي:

* المصورة (بي دي اف): عنوان الكتاب: جهود علماء الحنفية في إبطال عقائد القبورية، المؤلف: شمس الدين السلفي الأفغاني. الناشر: دار الصميعي. سنة النشر: 1416 - 1996 - عدد المجلدات: 3 - رقم الطبعة: 1 - عدد الصفحات: 1861.

* الالكترونية (عدة صيغ): ذات المصورة بصيغ نصية والكترونية.




كتاب الكتروني: عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسُّنَّة 

[مفهرس، نسخة الكترونية مميزة]

نبذة عن الكتاب:

عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسُّنَّة - المفهوم، والفضائل، والمعنى، والمقتضى، والأركان، والشروط، والنواقص، والنواقض، للشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني - أصل الكتاب عدة رسائل نشرت، وهي:

الرسالة الأولى: العروة الوثقى: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
الرسالة الثانية: بيان عقيدة أهل السنة والجماعة ولزوم اتباعها
الرسالة الثالثة: اعتقاد الفرقة الناجية في الإيمان، وأسماء الله وصفاته
الرسالة الرابعة: شرح أسماء الله الحسنى
الرسالة الخامسة: الفوز العظيم والخسران المبين
الرسالة السادسة: النور والظلمات في الكتاب والسنة
الرسالة السابعة: نور التوحيد وظلمات الشرك
الرسالة الثامنة: نور الإخلاص وظلمات إرادة الدنيا بعمل الآخرة
الرسالة التاسعة: نور الإسلام وظلمات الكفر
الرسالة العاشرة: نور الإيمان وظلمات النفاق
الرسالة الحادية عشرة: نور السنة وظلمات البدعة
الرسالة الثانية عشرة: قضية التكفير بين أهل السنة وفرق الضلال
الرسالة الثالثة عشرة: تبريد حرارة المصيبة: عند موت الأحباب وفقد ثمرات الأفئدة وفلذات الأكباد
الرسالة الرابعة عشرة: الاعتصام بالكتاب والسنة: أصل السعادة في الدنيا والآخرة ونجاة من مضلات الفتن

ملاحظة: هذا الإصدار يعتني بالفهرسة ونحوها، لإعداد الكتاب في نسخة الكترونية مميزة.

نبذة عن قسم كتب الكترونية: هو قسم مخصص لإفراد بعض الكتب الهامة بالنشر، وفصلها عن الموسوعات، ونشرها بالصيغ الالكترونية المتعددة، وتوثيقها بنسخ مصورة (بي دي اف) ما أمكن.
بيانات النسخ: تشمل ما يلي:

* المصورة (بي دي اف): عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة، سعيد بن علي بن وهف القحطاني، ط 1 - 2008 م

* الالكترونية (عدة صيغ): عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة، الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني .

 الكلمة الطيبة: لا إله إلا الله - اللجنة الدائمة

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر فيما يلي فتوى اللجنة الدائمة للافتاء بالسعودية حول الكلمة الطيبة: لا إله إلا الله:

السؤال الأول من الفتوى رقم (7701) :



س1: الكلمة الطيبة كما قال رسول الثقلين صلى الله عليه وسلم في الحديث: «من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة» هذه الكلمة التامة مع الجزأين أي (لا إله) نفي و (إلا الله) إثبات، وذلك دال على وحدانية الله تعالى، والجزء الثاني الدال على رسالة محمد صلى الله عليه وسلم في أي كتاب أجدها؟ وإن كانت مع الجزأين في كتاب الله تعالى وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، لكن ما سواهما في أي كتاب ما جمعا مع الجزأين؟



ج1: 


ورد الركن الأول من أركان الإسلام بجزأيه في القرآن الكريم كثيرا، فالجزء الأول،


كقوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} وقوله: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} (1) ،


 وقوله: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} 


والجزء الثاني، كقوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}


، وقوله تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ}


وأما السنة ففي الصحيحين، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «بني الإسلام على خمس: شهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان » ، وفي [صحيح مسلم] ، عن عمر رضي الله عنه قال: «بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا. قال: صدقت. قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان، ثم انطلق. فلبث مليا، ثم قال لي: يا عمر، أتدري من السائل؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم » .



وفي الصحيحين، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق؛ أدخله الله الجنة على ما كان من العمل » ، وفي البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها وصلوا صلاتنا واستقبلوا قبلتنا وذبحوا ذبيحتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله » ، وفي الصحيحين من حديث عتبان رضي الله عنه مرفوعا: «فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله، يبتغى بذلك وجه الله» .



وقد فسر أهل العلم هذه الأحاديث وما جاء في معناها: 



بأن من تلفظ بهاتين الشهادتين والتزم بحقهما من أداء الفرائض وترك المحرم وإخلاص العبادة لله وحده،

 فإن الله يدخله الجنة من أول وهلة. 


أما من مات على شيء من المعاصي دون الشرك ولم يتب منها فهو تحت مشيئة الله إن شاء سبحانه غفر له وأدخله الجنة على ما كان عليه من عمل، وإن شاء عذبه على قدر معصيته ثم يدخله الجنة، كما تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأن القرآن يفسر بعضه بعضا وهكذا السنة،


 قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} وهذه الآية في غير التائبين.


وأما قوله سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا}



 فهي في التائبين بإجماع أهل العلم، وهذا قول أهل السنة والجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن سار على نهجهم من أهل العلم والإيمان، كالأئمة الأربعة وأتباعهم.


وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء



عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

المصدر: فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الأولى - المؤلف: اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - جمع وترتيب: أحمد بن عبد الرزاق الدويش - الناشر: رئاسة إدارة البحوث العلمية والإفتاء - الإدارة العامة للطبع - الرياض (ج 1 - ص 77).

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام
شرح الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية ... الشيخ يوسف الغفيص 

بسم الله الرحمن الرحيم

شرح رسالة الفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

وهي من الرسائل المهمة في باب الاعتقاد وقد كتبها جوابًا لمن سأله من أهل حماة عن صفات الله تعالى


وتكلم فيها عن باب الصفات وذكر معتقد أهل السنة والجماعة فيه

ونقل أقوالًا كثيرة عن السلف والأئمة في ذلك ورد على المخالفين في هذا الباب من متأخري الأشاعرة ثم ختم الرسالة ببيان أصناف أهل القبلة في باب الصفات .


https://www.youtube.com/watch?v=K89LKq61u90