الأحد، 2 أبريل 2023

خطبة عن احكام الصيام لابن عثيمين رحمه الله

 بسم الله الرحمن الرحيم


إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليما.
أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الله خلقكم لعبادته كما قال الله عز وجل: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات:56-58]، وقد بين الله لكم طريق عبادته، ومن عليكم بمواسم الخير تتكرر عليكم وتتوالى بما فيها من الفضائل والمكارم وعظيم الأجور، فعظموا - رحمكم الله - هذه المواسم، واقدروها حق قدرها، بفعل الطاعات والقربات، واجتناب المعاصي والموبقات، فإن الله لم يجعل هذه المواسم إلا لتكفير سيئاتكم، وزيادة حسناتكم، ورفعة درجاتكم.
أيها الناس، إن من المواسم العظيمة التي ينبغي للإنسان أن ينتهز فرصها بطاعة الله ذلكم الشهر الكريم، الذي قال الله - عز وجل - فيه: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ﴾ [البقرة:185]، شهر الخير والبركات والرحمة، هذا الشهر جعله الله - تعالى - ميداناً للتسابق إلى الخيرات، فإنه شهر تضاعف فيه الحسنات، وتعظم فيه السيئات، "جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعا لتكميل فرائضكم"(1)، "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه"(2)، "ومن قامه إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه"(3)، "ومن أتى فيه بعمرة كان كمن أتى بحجة"(4)، "فيه تفتح أبواب الجنة وتكثر الطاعات من أهل الإيمان، وتغلق أبواب النار فتقل المعاصي من أهل الخير، وتغل فيه الشياطين فلا يخلصون إلى أهل الإيمان بمثل ما يخلصون إليهم في غيره"(5).
أيها الناس "صوموا لرؤية هلال رمضان"(6)، ولا تقدموا عليه بصوم يوم أو يومين؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين"(7)، إلا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان الماضي فليقضه، أو كان له عادة بصوم فليصمه، فإذا كان للإنسان عادة أن يصوم يوم الإثنين وصادف أن يكون قبل رمضان بيوم أو يومين فلا حرج عليه أن يصومه، وكذلك من كان يصوم من الشهر ثلاثة أيام فلم يتيسر له أن يصومها إلا في آخر شعبان فلا حرج عليه في ذلك، ولا تصوموا يوم الشك: وهو يوم الثلاثين من شعبان إذا كان في ليلته ما يمنع رؤية الهلال من غيم أو قتر، ففي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تصوموا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين"(8)، ومن حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين"(9)، وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه: "من صام اليوم الذي يشك فيه فقد عصى أبي القاسم صلى الله عليه وسلم"(10)، ومن رأى الهلال يقيناً فليخبر به ولاة الأمور ولا يكتمه، وإذا أعلن في الإذاعة السعودية ثبوت رمضان فصوموا، وإذا أعلن فيها ثبوت شوال فأفطروا؛ لأن الإعلان من جهة ولاة الأمور حكم بذلك، جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره أنه رأى الهلال فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟ قال: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فأذن في الناس يا بلال أن يصوموا غداً"(11).
وصوم رمضان أحد أركان الإسلام فرضه الله على عباده، فمن أنكر فرضيته وقال: إني مخير بين الصوم وعدم الصوم فهو كافر مرتد؛ لأنه مكذب لله، ورسوله، وإجماع المسلمين، قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة:183]، وقال الله عز وجل: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة:185]، "فالصوم واجب على كل مسلم، بالغ، عاقل، قادر، مقيم، ذكراً كان أم أنثى"(م1)، "غير الحائض والنفساء"(12)، "فلا يجب الصوم على كافر، فلو أسلم في أثناء رمضان لم يلزمه قضاء ما مضى، ولو أسلم في أثناء اليوم من رمضان أمسك بقية اليوم ولم يلزمه قضاءه"(م2)، ولا يجب الصوم على صغير لم يبلغ، لكن إن كان لا يشق عليه أمر به؛ ليعتاده، "فقد كان الصحابة - رضي الله عنهم - يصومون أولادهم الصغار حتى إن الصبي ليبكي من الجوع فيعطونه لعبةً يتلهى بها إلى الغروب كما جاء في الحديث المتفق عليه من حديث الرُبيع بنت مسعود رضي الله تعالى عنها"(13)، "ويحصل بلوغ الصغير إن كان ذكراً بواحد من أمور ثلاثة: أن يتم له خمس عشرة سنة، أو تنبت عانته، أو ينزل منياً بشهوة باحتلام أو غيره، وتزيد الأنثى بأمر رابع: وهو الحيض، فمتى حصل للصغير واحد من هذه الأمور فقد بلغ ولزمته فرائض الله وغيرها من أحكام التكليف إذا كان عاقلاً"(14)، وهنا نقف لننبهكم على أن بعض النساء تبلغ بالحيض وهي صغيرة، فقد تحيض لإحدى عشر سنة ولكنها لا تصوم إما لجهلها أو لجهل أهلها، وعلى هذا فيجب البحث عن هذا الأمر ونشره بين الناس حتى يعرف؛ لأن السؤال عنه كثير، فإن بعض النساء تحيض وهي في الحادية عشرة أو في الثانية عشرة وتظن هي أو أهلها أنه لا يجب عليها الصوم حتى تبلغ خمس عشرة سنة وهذا خطأ، فمتى حاضت ولو لتسع سنين وجب عليها الصوم؛ لأنها صارت مكلفة، "ولا يجب الصوم على من لا عقل له كالمجنون، والمعتوه، ونحوهما، وعلى هذا المُهذري لا يلزمه الصوم، ولا الإطعام عنه، ولا الطهارة، ولا الصلاة؛ لأنه فاقد للتمييز فهو بمنزلة الطفل، ولا يجب الصوم على من يعجز عنه عجزاً دائماً كالكبير والمريض مرضاً لا يرجى برؤه، ولكنه يطعم بدلاً عن الصيام عن كل يوم مسكين بعدد أيام الشهر، لكل مسكين خمس صاع من البر، أي: أن الصاع المعروف عندنا هنا يكفي لخمسة فقراء عن خمسة أيام، والأحسن أن يجعل مع الطعام شيئاً يأدمه من لحم أو دهن، ويجزئ عن البر الرز، بل هو خير منه في بعض الأحوال، وأما المريض بمرض يرجى برؤه فإن كان الصوم لا يشق عليه ولا يضره وجب عليه أن يصوم؛ لأنه لا عذر له، وإن كان الصوم يشق عليه ولا يضره فإنه يفطر ويكره له أن يصوم، وإن كان الصوم يضره فإنه يحرم عليه أن يصوم، ومتى برء من مرضه قضى ما أفطر، فإن مات قبل برؤه فلا شيء عليه، والمرأة الحامل التي يشق عليها الصوم لضعفها أو ثقل حملها يجوز لها أن تفطر ثم تقضي إن تيسر لها القضاء قبل وضع الحمل أو بعده إذا طهرت من النفاس، والمرضع التي يشق عليها الصوم من أجل الرضاع أو ينقص لبنها بالصوم نقصاً يخل بتغذية الولد تفطر ثم تقضي في أيام لا مشقة فيها ولا نقص على الولد"(م3)، "وأما المسافر فإن قصد بسفره التحيل على الفطر فالفطر حرامٌ عليه، ويجب عليه الصوم حتى في سفره؛ لأن هذا سفر لا تستباح به الرخص، وإن لم يقصد بسفره التحيل على الفطر فهو مخير إن شاء صام وإن شاء أفطر وقضى عدد الأيام التي أفطر، والأفضل له فعل الأسهل عليه"(15)، "فإن تساوى عنده الصوم والفطر فالصوم أفضل"(16)؛ لأنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم؛ ولأنه أسرع في إبراء ذمته؛ ولأنه أخف من القضاء غالباً، فإن كان الصوم يشق عليه بسبب السفر كره له أن يصوم، وإن عظمت المشقة واشتدت حرم أن يصوم؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام وإنما ينظرون فيما فعلت، فدعا - صلى الله عليه وسلم - بقدح من ماء بعد العصر فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شرب والناس ينظرون فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام فقال: "أولئك العصاة أولئك العصاة"(17).
أيها المسلمون، أتدرون متى كان سفر النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا؟ إنه كان سفره في فتح مكة، وقد فتحها النبي - صلى الله عليه وسلم - في أثناء الشهر، قيل: في اليوم العشرين من الشهر وبقي مفطراً في مكة عشرة أيام بقية الشهر لم يصم صلى الله عليه وسلم، وبهذا نعرف أن ما يتكلفه بعض الناس إذا ذهبوا للعمرة تجد الصوم يشق عليهم في مكة ومع ذلك يصومون، وهذا خلاف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، فوالله ما هم أشد حباً للطاعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا هم أكمل هدي من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك لم يصم في مكة في العشر الأواخر من رمضان، بل ترك الصوم؛ لأن الفطر كان في ذلك الوقت أيسر له، وعلى هذا فإذا وصل الإنسان إلى مكة وهو معتمر وكان يشق عليه أن يؤدي العمرة وهو صائم قلنا له: أفطر ولو في أثناء اليوم، وأدِّ العمرة براحة، وقد وسع الله عليك، فلا تشق على نفسك.
أيها المسلمون، "إنه لا فرق في المسافر بين أن يكون سفره عارضاً لحاجة أو مستمراً في غالب الأحيان، مثل: أصحاب سيارات الأجرة (التكاسي) أو غيرها من السيارات الكبيرة، فإنهم متى خرجوا من بلدهم فهم مسافرون، يجوز لهم ما يجوز للمسافرين الآخرين من الفطر في رمضان، وقصر الصلاة الرباعية إلى ركعتين، والجمع بين الظهر والعصر، أو بين المغرب والعشاء عند الحاجة، والفطر لهم أفضل من الصيام إذا كان الفطر أسهل لهم، ويقضونه في أيام الشتاء؛ لأن أصحاب هذه السيارات لهم بلد ينتمون إليها، وأهل فيها يأوون إليهم، فمتى كانوا في بلدهم فهم مقيمون، وإذا خرجوا منها فهم مسافرون، لهم ما للمسافرين وعليهم ما على المسافرين، ومن سافر في أثناء اليوم في رمضان وهو صائم فالأفضل أن يتم صومه، فإن وجد مشقة فليفطر ثم يقضه بعد ذلك، ولا يتقيد السفر بزمن، فمتى خرج من بلده مسافراً فهو على سفر حتى يرجع إلى بلده، ولو أقام مدةً طويلة إلا أن يقصد بتطويل مدة الإقامة التحيل على الفطر فإنه يحرم عليه الفطر، ويلزمه الصوم؛ لأن فرائض الله لا تسقط بالتحيل عليها"(18)، "ولا يجب الصوم على الحائض والنفساء ولا يصح منهما"(19)، "إلا أن تطهرا قبل الفجر ولو بلحظة فيجب عليهما الصيام، ويصح منهما وإن لم تغتسلا إلا بعد طلوع الفجر، ويلزمهما قضاء ما أفطرتاه من الأيام"(20).
أيها المسلمون، هذه جملة من أحكام الصوم، وإذا كان الناس في رمضان يصومون ويقومون فإن من المهم أن تبين أحكام القيام في هذا الشهر المبارك، فلقد رغب النبي - صلى الله عليه وسلم - في قيام هذا الشهر وقال: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"(21)، وإن صلاة التراويح من قيام رمضان فأقيموها، وأحسنوها، وقوموا مع إمامكم حتى ينصرف، "فإن من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة"(22)تامة، وإن كان نائماً على فراشه، وإن على الأئمة أن يتقوا الله - عز وجل - في هذه التراويح، فيراعوا من خلفهم، ويحسنوا الصلاة لهم فيقيموها بتأنٍ وطمأنينة، ولا يسرعوا فيها، فيحرموا أنفسهم ومن وراءهم الخير، أو ينقروها نقر الغراب لا يطمئنون في ركوعها ولا سجودها، ولا قيامها ولا قعودها، إن على الأئمة أن لا يكون هم الواحد منهم أن يخرج قبل الناس، أو أن يكثر عدد التسليمات دون إحسان الصلاة، فإن الله - تعالى - يقول: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [الملك:2] ولم يقل: أيكم أسرع نهاية أو أكثر عملاً بلا إحسان، وقد كان نبيكم - صلى الله عليه وسلم - وهو أحرص الناس على الخير والأسوة الحسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر - "كان لا يزيد على إحدى عشر ركعة لا في رمضان ولا في غيره"(23)، ولكنه يطيل ذلك، وفي صحيح مسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلى من الليل ثلاثة عشر ركعة"(24)، فمن صلى التراويح إحدى عشر ركعة أو ثلاث عشرة ركعة فلا حرج عليه، وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "أنه قام بأصحابه في رمضان ثم ترك ذلك خشية أن تفرض على الناس فيعجزوا عنها"(25)، "وصح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنه أمر أبي بن كعب وتميم الداري أن يقوما في الناس بإحدى عشرة ركعة"(26)، فهذا العدد الذي قام به النبي - صلى الله عليه وسلم - وواظب عليه واتبعه فيه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - هو أفضل عدد تصلى به التراويح، ولكن ينبغي أن يطيل الإنسان فيها حتى يتمكن الناس من الدعاء، ولو زاد الإنسان على هذا العدد رغبة في الزيادة لا رغبة عن السنة لم ينكر عليه؛ لورود ذلك عن بعض السلف، وإنما المنكر الإسراع الفاحش الذي يفعله بعض الأئمة فيفوتوا الخير على نفسه وعلى من خلفه.
اللهم إنا نسألك أن توفقنا جميعاً لاغتنام الأوقات بالطاعات، وأن تحمينا من فعل المنكر والسيئات، اللهم اهدنا صراطك المستقيم، وجنبنا صراط أصحاب الجحيم،اللهم اجعلنا ممن يصوم رمضان ويقومه إيماناً بك، واحتساباً لثوابك، إنك جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

السبت، 1 أبريل 2023

كتاب حكم الله الواحد الصمد في حكم الطالب من الميت المدد ....

 بسم الله الرحمن الرحيم


 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه .


فهذه رسالة لطيفة مفيدة للشيخ العلامة محمد بن سلطان المعصومي الحنفي رحمه الله


 في موضوع مهم جداً

وقع فيه بعض الناس وهي رسالة نادرة


 اعتنى بطبعها الشيخ محمد بن عبدالرحمن الخميس وفقه الله .


https://archive.org/details/180-pdf_20210110

سلسلة منتقى المنشورات [0046]: موسوعة أسماء الله وصفاته - الإصدار الأول [نسخة منقحة]

 سلسلة منتقى المنشورات [0046]: موسوعة أسماء الله وصفاته - الإصدار الأول [نسخة منقحة]:


 برنامج موسوعي يعتني بجمع المؤلفات التي اختصت بتحقيق وشرح واثبات أسماء الله الحسنى وصفاته العلى، ليتحقق للمسلم بذلك "أول ما يجب على الإنسان في دينه من معرفة الله، ويتم ذلك على الوجه الأكمل بمعرفة أسماء الله وصفاته وأفعاله في خلقه، والإيمان بتلك الأسماء والصفات والأفعال، وإقرارها". ويتم له بذلك "الاعتقاد في الله وفي أسماء جلاله وصفات كماله كما تعرف الله إلينا بها في كتابه العظيم وكما علمنا نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - لتمتلئ قلوبنا بها نوراً وإيماناً ويقيناً وإعظاماً وإجلالاً".



رابط الموقع:


https://www.islamspirit.com/islamspirit_ency_062.php


نبذة عن سلسلة منتقى: هي سلسلة مواضيع منتقاة من صفحات المواقع المفيدة أو مختارة من منشورات الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) النافعة، قد توافق مناسبة من مواسم العام، أو إعادة ترويج محتوى قيم، أو على سبيل نشر العلم والخير والعظة والتذكير {فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}.


والله ولي التوفيق.


موقع روح الإسلام


https://www.islamspirit.com

كتاب مصور: تلبيس إبليس - ابن الجوزي (بي دي اف)

 كتاب مصور: تلبيس إبليس - ابن الجوزي (بي دي اف)



عنوان الكتاب: تلبيس إبليس.
المؤلف: عبد الرحمن بن علي بن الجوزي (ت: 597).


نبذة عن الكتاب:


تلبيس إبليس هو كتاب ألفه الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد ابن الجوزي القرشي التيمي البكري المولود في بغداد سنة 510هـ، والمتوفى فيها سنة 592هـ، وقد قسم ابن الجوزي الكتاب إلى ثلاثة عشر بابا، محذرا فيه من فتنة الشيطان إبليس ومخوفا من ألاعيبه، ويكشف عن مستور أعماله في إضلال العباد عن الصراط المستقيم، ويفضح فيه غروره وغرور من أتبعه من الهالكين من بني آدم.


أبواب الكتاب
الباب الأَوَّل: الأمر بلزوم السنة والجماعة
الباب الثاني: فِي ذم البدع والمبتدعين
الباب الثالث: فِي التحذير من فتن إبليس ومكايده
الباب الرابع: فِي معنى التلبيس والغرور
الباب الخامس: فِي ذكر تلبيسه فِي العقائد والديانات
الباب السادس: فِي ذكر تلبيس إبليس عَلَى العلماء فِي فنون العلم
الباب السابع: فِي تلبيس إبليس عَلَى الولاة والسلاطين
الباب الثامن: ذكر تلبيس إبليس عَلَى العباد فِي العبادات
الباب التاسع: فِي ذكر تلبيس إبليس عَلَى الزهاد والعباد
الباب العاشر: فِي ذكر تلبيسه عَلَى الصوفية من جملة الزهاد
الباب الحادي عشر: فِي ذكر تلبيس إبليس عَلَى المتدينين بما يشبه الكرامات
الباب الثاني عشر: فِي ذكر تلبيس إبليس عَلَى العوام.
الباب الثالث عشر: فِي ذكر تلبيس إبليس عَلَى الكل بتطويل الأمل.


المخطوطات


من المخطوطات المعتمدة في طبعة دار الوطن في الرياض مخطوطة كتبت سنة 613 هـ بخط أحمد بن سعيد بن أحمد الناسخ وهي محفوظة في الخزانة العامة في الرباط.


نبذة عن المؤلف


من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


ابن الجوزي، هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد القرشي التيمي البكري. فقيه حنبلي محدث ومؤرخ ومتكلم (510هـ/1116م - 12 رمضان 597 هـ) ولد وتوفي في بغداد. حظي بشهرة واسعة، ومكانة كبيرة في الخطابة والوعظ والتصنيف، كما برز في كثير من العلوم والفنون. يعود نسبه إلى محمد بن أبي بكر الصديق.


عرف بابن الجوزي لشجرة جوز كانت في داره ببلدة واسط، ولم تكن بالبلدة شجرة جوز سواها، وقيل: نسبة إلى «فرضة الجوز» وهي مرفأ نهر البصرة.


نسبه
هو الإمام العالم المؤرخ جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادى بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي بن عبد الله بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبدالرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي القرشي.


حياته
كان أهله تجارا في النحاس، توفي والده علي بن محمد وله من العمر ثلاث سنين، على الرغم من فراق والده في طفولته فقد ساعده ثروة أبيه الموسر في توجهه لطلب العلم وتفرغه له، فقد ترك له من الأموال الشيء الكثير، وقد بين أنه نشأ في النعيم، بقوله في صيد الخاطر:


فمن ألف الترف فينبغي أن يتلطف بنفسه إذا أمكنه، وقد عرفت هذا من نفسي، فإني ربيت في ترف، فلما ابتدأت في التقلل وهجر المشتهى أثر معي مرضا قطعني عن كثير من التعبد، حتى أني قرأت في أيام كل يوم خمسة أجزاء من القرآن، فتناولت يوما ما لا يصلح فلم أقدر في ذلك اليوم على قراءتها، فقلت: إن لقمة تؤثر قراءة خمسة أجزاء بكل حرف عشر حسنات، إن تناوله لطاعة عظيمة، وإن مطعما يؤذي البدن فيفوته فعل خير ينبغي أن يهجر، فالعاقل يعطي بدنه من الغذاء ما يوافقه


عاش ابن الجوزي منذ طفولته ورعاً زاهداً، لا يحب مخالطة الناس خوفاً من ضياع الوقت، ووقوع الهفوات، فصان بذلك نفسه وروحه ووقته، فقال فيه الإمام ابن كثير عند ترجمته له «وكان -وهو صبي- ديناً منجمعاً على نفسه لا يخالط أحداً ولا يأكل ما فيه شبهة، ولا يخرج من بيته إلا للجمعة، وكان لا يلعب مع الصبيان». قال ابن الجوزي واصفاً نفسه في صغره:


كنت في زمان الصبا آخذ معي أرغفة يابسة فأخرج في طلب الحديث، وأقعد على نهر عيسى، فلا أقدر على أكلها إلا عند الماء، فكلما أكلت لقمة شربت عليها شربة، وعين همتي لا ترى إلا لذة تحصيل العلم


كان له دور كبير ومشاركة فعالة في الخدمات الاجتماعية، وقد بنى مدرسة بدرب دينار وأسس فيها مكتبة كبيرة ووقف عليها كتبه وكان يدرس أيضا بعدة مدارس، ببغداد.


محنته


في عهد الخليفة الناصر عينه ابن يونس الحنبلي في ولايته منصب الوزارة بعد أن سحب المنصب من عبد السلام بن عبد الوهّاب بن عبد القادر الجيلي الذي أحرقت كتبه بسبب اتهامه بالزندقة وعبادة النجوم.


خلف ابن القصاب منصب ابن يونس الحنبلي فلاحق كل من له صلة به، فكان مصير ابن الجوزي النفي. أخرج ابن الجوزي من سجن واسط وتلقاه الناس وبقي في المطمورة خمس سنين.


صفحة للمرجع (منتقى من مكتبة الدين الخالص بمركز دراسات تفسير الاسلام):


https://csiislam.org/single_library_dine.php?id=119


والله ولي التوفيق.


نقله: موقع روح الإسلام


https://www.islamspirit.com

الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

بيان هيئة كبار العلماء حول خطورة التسرع في التكفير والقيام بالتفجير ..

 بيان هيئة كبار العلماء حول خطورة التسرع في التكفير والقيام بالتفجير وما ينشأ عنهما من سفك للدماء وتخريب للمنشآت .



الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , أما بعد :

فقد درس مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والأربعين المنعقدة بالطائف ابتداء من تاريخ 2\4\1419هـ ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها من التكفير والتفجير , وما ينشأ عنه من سفك الدماء , وتخريب المنشآت , ونظرا إلى خطورة هذا الأمر , وما يترتب عليه من إزهاق أرواح بريئة , وإتلاف أموال معصومة , وإخافة للناس , وزعزعة لأمنهم واستقرارهم , فقد رأى المجلس إصدار بيان يوضح فيه حكم ذلك نصحا لله ولعباده , وإبراء للذمة وإزالة للبس في المفاهيم لدى من اشتبه عليهم الأمر في ذلك , فنقول وبالله التوفيق :

أولا : التكفير حكم شرعي , مرده إلى الله ورسوله , فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله , فكذلك التكفير , وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل , يكون كفرا أكبر مخرجا عن الملة .

ولما كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله ؛ لم يجز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة , فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن , لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة , وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات , مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير , فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات ؛ ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الحكم بالتكفير على شخص ليس بكافر , فقال : " أيما امرىء قال لأخيه : يا كافر , فقد باء بها أحدهما , إن كان كما قال وإلا رجعت عليه " . وقد يرد في الكتاب والسنة ما يفهم منه أن هذا القول أو العمل أو الإعتقاد كفر , ولا يكفر من اتصف به , لوجود مانع يمنع من كفره .

وهذا الحكم كغيره من الأحكام التي لا تتم إلا بوجود أسبابها وشروطها , وانتفاء موانعها كما في الإرث , سببه القرابة - مثلا - وقد لا يرث بها لوجود مانع كاختلاف الدين , وهكذا الكفر يكره عليه المؤمن فلا يكفر به .


وقد ينطق المسلم بكلمة بالكفر لغلبة فرح أو غضب أو نحوهما فلا يكفر بها لعدم القصد , كما في قصة الذي قال :" اللهم أنت عبدي وأنا ربك " . أخطأ من شدة الفرح .

والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم والمال , ومنع التوارث , وفسخ النكاح , وغيرها مما يترتب على الردة , فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة .


وإذا كان هذا في ولاة الأمور كان أشد ؛ لما يترتب عليه من التمرد عليهم وحمل السلاح عليهم , وإشاعة الفوضى , وسفك الدماء , وفساد العباد والبلاد ,


 ولهذا منع النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من منابذتهم , فقال :" إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان " . فأفاد قوله :" إلا أن تروا " , أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة . 


وأفاد قوله :" كفر " أنه لا يكفي الفسوق ولو كبُرَ , كالظلم وشرب الخمر ولعب القمار , والإستئثار المحرم . وأفاد قوله : " بواحا " أنه لا يكفي الكفر الذي ليس ببواح أي صريح ظاهر ,


 وأفاد قوله : " عندكم فيه من الله برهان " . أنه لابد من دليل صريح , بحيث يكون صحيح الثبوت , صريح الدلالة , فلا يكفي الدليل ضعيف السند , ولا غامض الدلالة . 


وأفاد قوله : " من الله " أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته في العلم والأمانة إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . 


وهذه القيود تدل على خطورة الأمر .

وجملة القول : أن التسرع في التكفير له خطره العظيم ؛ لقول الله عز وجل : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به , سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) - الأعراف 33 - .

ثانيا : ما نجم عن هذا الاعتقاد الخاطىء من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض , وسلب الأموال الخاصة والعامة , وتفجير المساكن والمركبات , وتخريب المنشآت , فهذه الأعمال وأمثالها محرمة شرعا بإجماع المسلمين ؛ لما في ذلك من هتك لحرمة الأنفس المعصومة , وهتك لحرمة الأموال , وهتك لحرمات الأمن والإستقرار , وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم , وغدوهم ورواحهم , وهتك للمصالح العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها .



وقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم , وحرم انتهاكها , وشدد في ذلك , وكان من آخر ما بلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أمته فقال في خطبة حجة الوداع :" إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا , في شهركم هذا , في بلدكم هذا " . ثم قال صلى الله عليه وسلم :" ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد " . متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم :" كل المسلم على المسلم حرام , دمه وماله وعرضه " . 


وقال عليه الصلاة والسلام :" اتقوا الظلم , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " .

وقد توعد الله سبحانه من قتل نفسا معصومة بأشد الوعيد , فقال سبحانه في حق المؤمن : (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )) - النساء 93 - .


وقال سبحانه في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ ( وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة )) - النساء 92 -


فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة , فكيف إذا قتل عمدا , فإن الجريمة تكون أعظم , والإثم يكون أكبر . وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة " .

ثالثا : إن المجلس إذ يبين حكم تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخطورة إطلاق ذلك , لما يترتب عليه من شرور وآثام , 


فإنه يعلن للعالم أن الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطىء ,

 وأن ما يجري في بعض البلدان من سفك للدماء البريئة ,


 وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة , 

وتخريب للمنشآت هو عمل إجرامي , والإسلام بريء منه , 

وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه , وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف , وعقيدة ضالة , فهو يحمل إثمه وجرمه


فلا يحتسب عمله على الإسلام , ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام , المعتصمين بالكتاب والسنة , المستمسكين بحبل الله المتين , وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة ؛ ولهذا جاءت نصوص الشريعة قاطعة بتحريمه محذرة من مصاحبة أهله .

قال الله تعالى : (( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام , وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد , وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد )) . - البقرة 204 - 206 - .


والواجب على جميع المسلمين في كل مكان التواصي بالحق , والتناصح والتعاون على البر والتقوى , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة , والجدال بالتي هي أحسن , كما قال الله سبحانه وتعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )) - المائدة 2 -
وقال سبحانه : (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم )) - التوبة 71 - , وقال عز وجل : (( والعصر , إن الإنسان لفي خسر , إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .)) - سورة العصر -

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة " . قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال: " لله , ولكتابه , ولرسوله , ولأئمة المسلمين وعامتهم " , وقال عليه الصلاة والسلام :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد , إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " , والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

ونسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكف البأس عن جميع المسلمين , وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد وقمع الفساد والمفسدين , وأن ينصر بهم دينه , ويعلي بهم كلمته , وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا في كل مكان , وأن ينصر بهم الحق , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

رئيس المجلس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى .


إجماع الفقهاء على وجوب طاعة الأمراء في غير معصية الله تعالى ...

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعبن 

فأن السمع والطاعة بالمعروف في غير معصية الله تعالى 

لولاة الأمور المسلمين من أصول أهل السنة والجماعة 

وفارقهم في ذلك الخوارج والرافضة والمعتزلة وغيرهم من أهل البدع 


وهذه نبذة يسيرة من أقوال العلماء الراسخين من السلف والخلف 

في هذه القضية  المهمة :

قال الإمام ابن بطة العكبري -رحمه الله -:

(( ثم من بعد ذلك الكف والقعود عن الفتنة 

ولاتخرج بالسيف على الأئمة وإن ظلموا ))

قال ذلك بعد قوله (( ....وحذر منه من اهل البدع والزيغ


مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم الى وقتنا هذا ))

 الشرح والإبانة ص175

وقال المزني صاحب الشافعي -رحمهم الله -:

((وترك الخروج عليهم عند تعديهم وجورهم والتوبة الى الله عزوجل

 كيما يعطف بهم على رعيتهم ))

ثم ذكر إجماع الأئمة على هذا فقال :

((هذه مقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأولون من أئمة الهدى ....))

الشرح والإبانة (( 175))

وقال الإمامان ابوحاتم وأبوزرعة الرازيان


 فقد قررا هذه العقيدة وقالا :

((أدركنا العلماء في جميع المصار حجازاً وعراقاً وشاماً ويمناً ....))

اللالكائي في شرح أصول الإعتقاد ( 321-323)

نقل ابن حجر رحمه الله الإجماع على عدم جواز الخروج على السلطان الظالم :

 فقال قال ابن بطال :


((وفى الحديث حجة على ترك الخروج على السلطان ولو جار.

وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه 

وأن طاعته خير من الخروج عليه لما فى ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء))


فتح البارى 13/7

ونقل الامام النووى -رحمه الله - الإجماع على ذلك 

فقال 

((وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام باجماع المسلمين 

وإن كانوافسقة ظالمين

 وقد تظاهرت الاحاديث على ماذكرته وأجمع أهل السنه أنه لاينعزل السلطان بالفسق....... ))


شرح النووى 12/229




الأربعاء، 26 أغسطس 2020

سلسلة العلماء [0052]: مواضيع وفوائد مفصلة حول أنواع التوحيد سلسلة العلماء

سلسلة العلماء [0052]: مواضيع وفوائد مفصلة حول أنواع التوحيد

سلسلة العلماء [0052]: محتويات المنشور:
* موسوعة الشهادتين - الإصدار الأول
* أنواع التوحيد - مقال
* بيان أنواع التوحيد والفرق بينها - الشيخ ابن باز
* الفرق بين أنواع التوحيد الثلاثة - الشيخ عبد الكريم الخضير
* العلاقة بين أقسام التوحيد - مقال
* في العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد - فتوى

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر مواضيع وفوائد مفصلة حول أنواع التوحيد كاضافة للمادة -السابق نشرها- من فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية (المتوفى : 1421هـ) رحمه الله، ويعاد نشرها مع المواضيع المتعلقة والفوائد لمن يرغب في المزيد من التباحث والفائدة:

=== المواضيع الملحقة والفوائد ===

* موسوعة الشهادتين - الإصدار الأول: برنامج موسوعي يعتني بجمع المصنفات التي اختصت ببيان الركن الأول من أركان الإسلام الذي لا يصح إسلام العبد إلا به: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً -عليه الصلاة والسلام- رسول الله. ويشمل أبرز المؤلفات التي عنيت بأساس الملة والعقيدة: الشهادتين، وشروطها ومقتضاها وآثارها في سلوك المسلم، و انعكاس ذلك على اصلاح المجتمع المسلم، وما يعقبه من النجاة والفوز في الآخرة.
https://www.islamspirit.com/islamspirit_ency_131.php

* أنواع التوحيد - مقال عن موقع موضوع
https://mawdoo3.com/%D8%A3%D9%86%D9%...AD%D9%8A%D8%AF

* بيان أنواع التوحيد والفرق بينها - الشيخ ابن باز - صوتي ومفرغ
https://binbaz.org.sa/fatwas/2190/%D...86%D9%87%D8%A7

* الفرق بين أنواع التوحيد الثلاثة - الشيخ عبد الكريم الخضير - صوتي ومفرغ
https://shkhudheir.com/fatawa/817842783

* العلاقة بين أقسام التوحيد - مقال عن الألوكة
https://www.alukah.net/sharia/0/59347/

* في العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد - فتوى للشيخ محمد علي فركوس
https://ferkous.com/home/?q=fatwa-906

=== انتهى ===

=== نص المادة ===

(27) وسئل فضيلته: كيف كانت " لا إله إلا الله " مشتملة على جميع أنواع التوحيد؟
فأجاب بقوله: هي تشمل جميع أنواع التوحيد كلها، إما بالتضمن، وإما بالالتزام، وذلك أن قول القائل: " أشهد أن لا إله إلا الله " يتبادر إلى الذهن أن المراد بها توحيد العبادة - الذي يسمى توحيد الألوهية - وهو متضمن لتوحيد الربوبية؛ لأن كل من عبد الله وحده، فإنه لن يعبده حتى يكون مقرا له بالربوبية، وكذلك متضمن لتوحيد الأسماء والصفات؛ لأن الإنسان لا يعبد إلا من علم أنه مستحق للعبادة، لما له من الأسماء والصفات، ولهذا قال إبراهيم لأبيه: {يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} . فتوحيد العبادة متضمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.

المصدر: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية (المتوفى : 1421هـ) رحمه الله - جمع وترتيب : فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان - الناشر : دار الوطن - دار الثريا - الطبعة : الأخيرة - 1413 هـ (ج 1 - ص 82).

=== انتهى ===

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

https://www.islamspirit.com

الخميس، 13 أغسطس 2020

كفارة الغيبة ...

 السؤال


في كفارة الغيبة ، هل يجزئ قول" رب اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات " عن الاستغفار لمن اغتبته ، أم يجب الدعاء له بالاسم ؟
نص الجواب

الحمد لله.

الغيبة من كبائر الذنوب ، ولا شك أن جميع المسلمين يدركون هذا ، ويعلمون ما للمغتاب من عذاب عند الله تعالى ، والخطورة في هذا الذنب تأتي من وجهين اثنين :

1- أنه متعلق بحقوق العباد ، فهي لذلك أشد خطرا ، إذ يتعدى فيها الظلم إلى الناس .


2- أنها معصية سهلة ينقاد إليها غالب الناس إلا من رحم الله ، والشيء السهل يحسبه الناس – في العادة – هينا وهو عند الله عظيم .
وفي أمر كفارة الغيبة لا بد من التنبيه إلى بعض الجوانب المهمة :
أولًا : سبق في موقعنا في العديد من الفتاوى بيان أن كفارة الغيبة هي الاستغفار لمن اغتبته ، والدعاء له ، والثناء عليه في غيبته . وللتذكير بهذه الفتاوى وقراءة كلام أهل العلم يرجى من القارئ الكريم مراجعة الأرقام الآتية : 6308 ، 23328 ، 52807 ، 65649.


ثانيًا : إلا أن تقرير كون الاستغفار كفارة للغيبة لا يعني وقوعها كافيةً في ذلك ، فإن الأصل أن الذنوب لا تُمحى إلا بالتوبة الصادقة التي يصحبها الإقلاع ، والندم ، وعدم العود ، وصدق القلب في معاملة الخالق سبحانه ، ثم يُرجى لمن جاء بهذه التوبة أن يغفر الله له ذنبه ، ويعفو عنه خطيئته .


أما حقوق العباد ، ومظالم الخلق ، فلا يكفرها إلا عفوُ أصحابها عنها ومغفرتهم لها ، دليل ذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم حين يقول :


" مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ " رواه البخاري :2449.
فقد جاء الأمر بالتحلل من المظالم قبل أن يوافيَ الناسُ يومَ الحساب ، فيكون التحلل يومئذ بالحسنات والسيئات ، وتكون الخسارة الحقيقية على من ظلم الناس في أموالهم أو أعراضهم أو دمائهم .


ثالثًا : فالواجب على من أراد أن يستبرئ لنفسه من إثم الغيبة أن يسعى جاهدًا في التحلل ممن اغتابه ، فيطلب منه العفو والصفح ، ويعتذر إليه بالكلام اللين والحسن ، ويبذل في ذلك ما يستطيع ، حتى إن اضطر إلى شراء الهدايا القيمة الغالية ، أو تقديم المساعدة المالية ، فقد نص العلماء على جواز ذلك كله في سبيل التحلل من حقوق العباد .


ولما رأى أهل العلم من السلف الصالحين والفقهاء الربانيين أن التحلل من العباد في أمر الغيبة قد يؤدي – في بعض الحالات - إلى مفسدة أعظم ، فيوغر الصدور ، ويقطع الصلات ، وقد يُحمِّلُ القلوب من الأحقاد والأضغان ما الله به عليم ، رخص أكثر أهل العلم في ترك التحلل ، ورجوا أن يكفي في ذلك الاستغفار للمغتاب والدعاء له والثناء عليه في غيبته .
وإن كان آخرون من أهل العلم ذهبوا إلى أن الغيبة لا يكفرها إلا عفو صاحب المظلمة عنها .


لكن الصواب أنه إذا صدقت توبة مرتكب الغيبة ، لم يلزمه أن يخبر بذلك من اغتابه ، لاسيما إن خاف مفسدة ذلك ، كما هو الغالب .
إذًا فالاستغفار لمن اغتبته إنما هو عذر طارئ ، وحالة ضرورة اقتضتها الشريعة التي تقدم درء المفاسد على جلب المصالح .
وفهم ما سبق يبين خطأ من يتساهل في إثم الغيبة معتمدًا على أن الاستغفار كافٍ في تكفير تلك المعصية ، ولم يدرِ أنه أخطأ في ذلك من ثلاثة وجوه :


1- أنه نسي أن شرط التوبة الأساسي هو الندم والإقلاع وصدق الإنابة إلى الله تعالى ، وهذا الشرط قد لا يوفق لتحقيقه كثير من الناس .


2- أن الأصل في تكفير حقوق العباد السعي في طلب العفو منهم ، فإن كان التقدير أن إخباره بالغيبة سيؤدي إلى مفسدة أعظم ، فيلجأ إلى الاستغفار حينئذ ، وإلا فالأصل أنه يذهب ليطلب الصفح ممن ظلمه .
3- وذلك يدلك على أن المغتاب إن كان قد بلغه ما اغتابه به رجل آخر ، فإنه - والحالة هذه - لا بد من طلب العفو منه مباشرة ، كي يزيل ما أصاب قلب المغتاب من أذى ، وما حمله من كره أو حقد عليه ، فإن لم يعف ولم يصفح ، فليس ثمة حيلة بعد ذلك إلا الاستغفار والدعاء .


رابعًا :
ثم بعد ذلك كله ، هل يظن السائل أن الاستغفار بصيغةٍ عموميةٍ " اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات " كافٍ في تكفير إثم الغيبة ؟!!


نحن نقول إننا حين نرجو من الله أن يكون الدعاء والاستغفار مكفرا للسيئات ، لا بد أن نصدق الله في هذا الدعاء ، فنخلص فيه المسألة ، ونبتغي إليه الوسيلة فيه ، ونكرره في مواطن الإجابة ، وندعو فيه بكل خير وبركة له في الدنيا والآخرة ، ولا شك أن هذه الحالة من الدعاء تقتضي تخصيص المدعو له : إما بذكر اسمه ، أو بذكر وصفه فتقول : اللهم اغفر لي ولمن اغتبته وظلمته ، اللهم تجاوز عنا وعنه..إلى آخر ما يمكن أن تدعو به .


أما الصيغ العامة فلا تبدو كافية في تحقيق ما ترجو من الله تعالى ، فكما أنك اغتبته باسمه أو وصفه ، وخصصته بالأذى ، فكذلك ينبغي أن يكون الاستغفار والدعاء مخصصًا حتى تقابل السيئات بالحسنات .


خامسًا :

ينبغي التنبه إلى أن المقصد من الاستغفار والدعاء هو دفع السيئة بالحسنة ، ومقابلتها بها ، ولذلك فلا يتحتم الاستغفار دون غيره من الأعمال ، بل يمكن أن تعمل العمل الصالح ليكون ثوابُه مقدَّما لمن اغتبته ، كأن تتصدق عنه أو تقدم له المساعدة ، وتقف معه في محنه ، فتحاول تعويضه عن ذلك الأذى بما تستطيع .


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما في "مجموع الفتاوى"18/187-189 :


" وأما حق المظلوم فلا يسقط بمجرد التوبة ، وهذا حق ، ولا فرق فى ذلك بين القاتل وسائر الظالمين ، فمن تاب من ظلم لم يسقط بتوبته حق المظلوم ، لكن من تمام توبته أن يعوضه بمثل مظلمته ، وإن لم يعوضه فى الدنيا فلا بد له من العوض فى الآخرة ، فينبغى للظالم التائب أن يستكثر من الحسنات ، حتى إذا استوفى المظلومون حقوقهم لم يبق مفلسا ، ومع هذا فإذا شاء الله أن يعوض المظلوم من عنده فلا راد لفضله ، كما إذا شاء أن يغفر ما دون الشرك لمن يشاء ، ولهذا فى حديث القصاص الذى ركب فيه جابر بن عبدالله إلى عبدالله بن أنيس شهرا حتى شافهه به ، وقد رواه الإمام أحمد – 3/495 - وغيره ، واستشهد به البخارى فى صحيحه ، وهو من جنس حديث الترمذى صحاحه أو حسانه ، قال فيه " إذا كان يوم القيامة فإن الله يجمع الخلائق فى صعيد واحد ، يسمعهم الداعى وينفذهم البصر ، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ، أنا الملك ، أنا الديان ، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه ، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه"


وفى صحيح مسلم من حديث أبى سعيد " أن أهل الجنة إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بعض ، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة " وقد قال سبحانه وتعالى لما قال "وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا " والاغتياب من ظلم الأعراض - قال " أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ غڑ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ "الحجرات:12.


فقد نبههم على التوبة من الاغتياب ، وهو من الظلم .


وهذا فيما علمه المظلوم من العوض ، فأما إذا اغتابه أو قذفه ولم يعلم بذلك ، فقد قيل : مِن شرط توبته إعلامه . وقيل : لا يشترط ذلك . وهذا قول الأكثرين ، وهما روايتان عن أحمد ، لكن قوله مثل هذا أن يفعل مع المظلوم حسنات : كالدعاء له ، والاستغفار ، وعمل صالح يهدى إليه يقوم مقام اغتيابه وقذفه . قال الحسن البصري : كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته " انتهى .
والله أعلم .



المصدر: الإسلام سؤال وجواب


https://islamqa.info/ar/answers/9955...8A%D8%A8%D8%A9

الجمعة، 24 يوليو 2020

اسطوانة موقع روح الإسلام الصدار الذهبي السابع اسطوانة العلوم الشرعية والمعارف العامة

أسطوانة موقع روح الإسلام (دي في دي) - الإصدار الذهبي السابع: أسطوانة العلوم الشرعية والمعارف العامة، رقم 2

الوصف: أسطوانة موقع روح الإسلام (دي في دي) - الإصدار الذهبي السابع: أسطوانة العلوم الشرعية والمعارف العامة، رقم 2: تضم مجموعة من البرامج في التاريخ الإسلامي، وسيرة سلف الأمة، والاصدارت المحتفية بسبل اصلاح المجتمع الاسلامي، من الآداب والرقائق والاذكار، وما يتعلق بذلك من أحوال المرأة والأسرة المسلمة. وتشمل أبرز المجموعات العلمية المعتنية بعلوم الآلة كتخريج الأحاديث والتجويد والقراءات، كما تضم بعض روائع أئمة الأدب المطبوعة، واسهاماتهم الأدبية والشعرية المنشورة في جملة من المجلات العربية. وتعرج الاسطوانة على تاريخ وجغرافية البلاد الإسلامية الأصيلة، وعلماءها وأدبياتها، كالحرمين الشريفين، والبلاد السعودية، وبلاد مصر المحروسة، والقدس الشريف والمسجد الاقصى، وبلاد الشام المباركة. وتعني الإصدارات الذهبية للأسطوانات بجمع إصدارات موقع روح الإسلام حسب الاقسام والتصنيفات العلمية كالقرآن والحديث والعقيدة والتفسير والفقه، أو حسب العلماء والمشائخ السابقين والمعاصرين، أو حسب الأقسام الموضوعية المتوفرة بالموقع، لتجهيز إصدارات علمية متخصصة تخدم العلماء وطلبة العلم والباحثين والمحققين. وتشمل محتويات هذه الأسطوانة ما يلي:

أولاً: مجموعة من البرامج في الابواب المذكورة، حسب التالي:

* موسوعة التاريخ الإسلامي: موسوعة الكترونية عن التاريخ الإسلامي تهدف إلى عرض تاريخ الإسلام منذ نشأة آدم -عليه السلام- مروراً بتاريخ الأمم المختلفة حتى بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتعرض السيرة النبوية الشريفة ثم فترة الخلافة الراشدة، وما تلى ذلك من الخلفاء والملوك والدول في التاريخ الإسلامي من خلال عدة مصادر مختلفة تتناول هذه الحقب والأحداث.

* موسوعة سير السلف: برنامج موسوعي عن سير سلف الأمة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته وتابعيهم بإحسان، ويضم أبرز المؤلفات التي اعتنت بذكر أعيانهم وسرد وتدوين سيرهم -رضي الله عنهم-، أو المؤلفات التي ذكرت حقوقهم وفضائلهم ودافعت عنهم.

* موسوعة التخريج والزوائد: برنامج موسوعي يعتني بعلم تخريج الأحاديث؛ ويختص هذا العلم من علوم السنة النبوية بعزو أحاديث الكتب إلى من أخرجها من أئمة وعلماء الحديث المعتبرين، والكلام على الحديث سنداً ومتناً لبيان مرتبته ومعرفة الصحيح من العليل. ويضم البرنامج مجموعة من مصنَّفات زوائد الحديث التي يجمع فيها مؤلفوها من المتأخرين الأحاديث الزائدة على كتاب معين، ويعتنون بتخريجها لتلبية مطالب الباحثين في المراجع.

* موسوعة التجويد والقراءات: برنامج موسوعي يعتني بعلم التجويد والقراءات، ويضم أبرز المصنفات التي تيسر أمر قراءة القرآن، وتسهل تعليمه وتعلّمه، وتبين كيفية النطق بألفاظ القرآن، وما ينبغي للقارئ أن يعرفه من الروايات والطرق التي تنسب للأئمة القراء العشرة، وما دوّنه الأئمة الثقات من كيفية القراءة المأثورة عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وأصحابه والتابعين رضي الله عنهم.

* موسوعة الشعر والأدب: برنامج موسوعي يعتني بالشعر والأدب العربي وعلم البلاغة؛ ويضم عشرات الأعمال الشعرية والأدبية التاريخية والحديثة التي صنفها أهل فنون الشعر والأدب.

* موسوعة المجلات العربية: برنامج موسوعي يعتني بجمع مجموعة منتقاة من المجلات العربية، ويضم مجلات من إضافات متخصصي اللغة والأدب، أو المجلات ذات الطابع الإسلامي الصادرة عن جهات رسمية، أو الإصدارات التي تم إعدادها بجهد فردي.

* موسوعة المرأة والأسرة: برنامج موسوعي يعتني بجمع كل ما يخص المرأة وواجباتها وحقوقها، وما ينبغي لها العناية به من أحكام دينها ويعرض لها في أمور حياتها كالزواج والأمومة والحجاب والولادة. ويفصّل البرنامج ما يصلح حياة الأسرة المسلمة وينظم حقوق المجتمع المسلم بين بعضه البعض كبر الوالدين وتربية الأبناء وأحكام الميراث والنفقة والعشرة الزوجية وصلة الرحم. ولا يغفل البرنامج ما تحتاجه المرأة في أمور حياتها اليومية من رعاية الأسرة والزوج وأعمال المنزل.

* موسوعة الرقائق والآداب والأذكار: برنامج موسوعي يعتني بكتب الرقاق والآداب والأذكار، وهي الكتب التي ترقق القلوب، وتزكي النفوس، وتصلح الأخلاق والسلوك، وتعتني بفضائل الأعمال، وما ينبغي أن يكون عليه المسلم في يومه وليلته، والأدعية التي يحسن له أن يحافظ عليها.

* موسوعة الحرمين والبلاد السعودية: برنامج موسوعي يعتني بجمع المصنفات التي تسرد تاريخ الحرمين الشريفين، بالعاصمة المقدسة: مكة المكرمة؛ والمدينة النبوية المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. ويبين البرنامج فضلهما وآداب سكناهما وزيارتهما. وألحق به تاريخ الدولة السعودية في أطوارها المختلفة منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، وعنايتها بالأماكن والمشاعر المقدسة وفريضة الحج، وخدمتها للإسلام.

* موسوعة مصر المحروسة: برنامج موسوعي يعتني بتاريخ أرض الكنانة: مصر وفضائلها، وما تعاقب عليها من العصور والأحداث والعلماء، ودور الأزهر الشريف وجهوده العلمية والدعوية.

* موسوعة بلاد الشام المباركة: برنامج موسوعي يعتني بجمع المؤلفات التي تسرد تاريخ بلاد الشام المباركة، وجغرافيتها وفضائلها وخصائصها.

* موسوعة القدس والمسجد الأقصى: برنامج موسوعي يعتني بجمع المصنفات التي تسرد تاريخ وفضائل القدس والمسجد الاقصى المبارك.

ثانياً: خلفيات إسلامية، وأسئلة متكررة، ومواقع مختارة: تشمل مجموعة من الصور الطبيعية والتصميمات الإسلامية المعدة بشكل جميل وجذاب تصلح كخلفية لسطح المكتب أو للاهداء، أو لأغراض التصميم. ويشمل قسم أسئلة متكررة: مجموعة من أبرز الأسئلة الشائعة وأجوبتها حول الموقع وخدماته. وتشمل أيضاً صفحة ببعض المواقع المختارة ينصح بزيارتها من المواقع العلمية والشرعية، ومواقع العلماء، ومواقع عامة.

تعليمات التحميل والاستخدام:
1) يمكن تحميل الأسطوانة من الرابط أدناه ثم فك الضغط عن الملف، واستخراج المجلد (IslamSpiritDVDZ07) من الملف المضغوط.
2) يمكن تشغيل الأسطوانة بنسخ محتويات المجلد (IslamSpiritDVDZ07) [أي ما بداخله من ملفات ومجلدات، ولا ينسخ المجلد ذاته] على قرص دي في دي (DVD)، ثم تشغيل الملف (Menu.exe) في حالة لم يعمل القرص بعد النسخ بشكل تلقائي؛ كما يمكن تشغيلها من على القرص الصلب (الهارديسك) مباشرة بنفس الطريقة.
3) إذا لم يفتح احد الملفات المضغوطة على الأسطوانة، اسحبه من موضعه الى جهازك وشغله بفك الضغط عنه، أو انسخ كامل محتويات الاسطوانة إلى القرص الصلب (الهارديسك) وشغلها من هناك.

رابط الموقع:

http://www.islamspirit.com/islamspirit_dvdz_07.php

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

http://www.islamspirit.com

الخميس، 4 يونيو 2020

فلاتغرنكم ....


فلاتغرنكم ....





بسم الله الرحمن الرحيم


ماهو الغرور الحياة الدنيا الذي نهى الله عنه ؟؟؟

الغرور بها هو الاشتغال بها وإيثارها على الآخرة حباًلها وتعظيماً لها، وتلذذاً بها،


ولذلك نهى الله عن ذلك فقال(فلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا )قال سعيد بن جبير،غرور الحياة الدنيا،أن يشتغل الإنسان بنعيمها ولذاتها عن عمل الآخرة،يعني بما فيها من المتاع،فالعاقل لا تغره هذه المظاهر ولا يشغل بها عن الآخرة


ولكن يعد العدة للآخرة ويستعين بهذه النعم على طاعة الله جل وعلا،


أما من غلب عليه الشيطان والهوى لضعف إيمانه وقلة بصيرته


فإنه قد يغتر بهذه المظاهر ويلهو بها،ويشغل بها عن الآخرة وينسى حق الله عليه، فيهلك،


وفرة الأموال وكثرتها،ونضارة الدنيا وزهرتها،ورغد العيش،والتقلب في العافية والشعور بِالاطمئنان،نعم عظيمة وآلاء جسيمة يتفضل بها المنعم الكريم،سبحانه وتعالى،على من يشاء من عباده،ليحمدوه ويشكروه ويطيعوه،وليبذلوها فيما يرضيه عنهم،


غير أنها في المقابل قد تغر كثيراً من الجهلة وتخدع الأغرار


فتنسيهم ما يجب لله عليهم وتصرفهم عن أداء ما فرضه


وتدفعهم إلى التقصير في حقه والتمادي في مخالفة أمره


ولذا فقد نادى،جل وعلا،الإنسان المغتر وذكره بما له عليه من جليل النعمِ،فقال،جل وعلا

﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيم،الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك،فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾الانفطار،


إن الغرور خدعة من الشيطان للإِنسان،تنسيه ما كان عليه،فيرضى بالحياة الدنيا ويطمئن إِليها،ويغفل عن آيات ربه ويعرض عنها، وتسكن نفسه إلى ما يوافق هواه،وتشتبه عليه الأمور وتختلط لديه المفاهيم


فيعتقد أنه على صواب وأنه يسير في درب الخير،وما يدري أنه قد يكون في وهم وغرور،


وقال،سبحانه،عن ذلك الكافر الذي حاور صاحبه المؤمن


﴿ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا،وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أن تبيد هذه أبداً،وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ﴾الكهف،



إنه الظن الفاسد والوهم الباطل والغرور القاتل،حين يرى الإنسان أن إِعطاءه الأموال وإِمهاله وهو يسرِف في شهواته،دليل على علو شأنه عند اللهِ ومحبته له وإكرامه،وما علم أن كل ذلك المتاعِ الدنيوي،قد يكون استدراجاً له ليتمادى في باطله


قال،سُبحَانَه﴿ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾


التوبة،

وفي الأثر(إن الله،تعالى،قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أَرزاقكم،

وإِن الله،تعالى،يعطي المال من أحب ومن لا يحب،ولا يعطي الإيمان إلا من يحب) ( رجح البخاري وقفه )


وقَال،علَيه الصلاة والسلام(إن الله،تَعالى،لَيحمِي عبده المؤمن منَ الدنيا وهو يحبه،كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافونَ علَيه)رواه الإمام أحمد،وصححه الألباني ( صحيح الجامع 1814)


لَقد تمادى الغرور بكثيرِين،فَفَرطُوا في الأعمال الصالحة،وأغرقوا في المعاصي والخطايا وسوفوا في التوبة


اعتماداً على كريم صفح اللهِ،وطمعاً في واسعِ عفوه،


وغفلوا عن أنه،تعالى قَد قَال﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾المائدة،


فَعن عائشة،رضي اللهُ عنها،قَالت،سألت رسول الله عن هذه الآية(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ)المؤمنون،


قالت عائشة،أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون،قال(لا يا بنت الصديق،ولَكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات)

رواه الترمذي وصححه الألباني،


فلا يغتر أحد بوفرة مال أَو كثرة ولد،أَو طول عمر أَو كمال صحة، أو علو منصب أَو شرف نسب،


أَو كثرة عباده،ولا يشغلنكم تزيين الظواهر فتغفلوا عن إصلاح البواطن،


فقد قال نبينا،صلى الله عليه وسلم(إِنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إِلى صُوَرِكُم وَأَموَالِكُم، وَلَكِنْ يَنظُرُ إِلى قُلُوبِكُم وَأعمَالِكُم)رواه مسلم


فاحرصوا على تقوى ربكم،وأطيعوه ولا تعصوه،واشكروه ولا تكفروه،واحمدوه،بفعل أَوامرِه رجاء ثوابِه،وترك معاصيه خوفاً من عقابه، فَـ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾المائدة،


وإنه لمن أَعظمِ الغرور،أَن يتابع المولى على عبده النعم ويواليها برحمته وفضله،ثم ترى ذلك العبد مقيماً على معصية مولاه مصراً على مخالفة أمره،ظانا أنه إنما أعطي ما أعطي لجدارته به واستحقاقه إياه،غافلاً عن أن من العطاء ما يكون استدراجاً لصاحبه وإمهالاً،ولا يغرنكم إمهال الله تعالى،للمسيئين،


فقد قال،صلى الله عليه وسلم(إن اللهَ لَيملي للظالمِ حتى إذا أخذه لم يفلته)

ثم قرأ قوله،تعالى﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾هود،رواه البخاري ومسلم،

( منقول )

الاثنين، 25 مايو 2020

كتاب الكتروني: القول السديد شرح كتاب التوحيد، ابن سعدي (عدة صيغ)

نبذة عن الكتاب: [نقلاً عن موقع دار الإسلام]: كتاب نفيس صنفه الإمام المجدد - محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - يحتوي على بيان لعقيدة أهل السنة والجماعة بالدليل من القرآن الكريم والسنة النبوية، وهوكتاب عظيم النفع في بابه، بين فيه مؤلفه - رحمه الله - التوحيد وفضله، وما ينافيه من الشرك الأكبر، أو ينافي كماله الواجب من الشرك الأصغر والبدع، وفي هذه الصفحة شرح للشيخ العلامة السعدي - رحمه الله -.

ثناء العلماء على الكتاب:

قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب (ت1233) ـ رحمه الله ـ عن «كتاب التوحيد » فـي « تيسير العزيز الحميد » (ص24): « هو كتاب فرد فـي معناه، لم يسبقه إليه سابق، ولا لحقه فيه لاحق ».

وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (ت1285) - رحمه الله -: « جمع على اختصاره خيراً كثيراً، وضمّنه من أدلة التوحيد ما يكفي من وفقه الله، وبيَّن فيه الأدلة فـي بيان الشرك الذي لا يغفره الله ».

وقال العلامة المؤرخ ابن بشر (ت1290) ـ رحمه الله ـ فـي «عنوان المجد »: « ما وضع المصنفون فـي فنه أحسن منه، فإنه أحسن فيه وأجاد، وبلغ الغاية والمراد ».

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ت1293) ـ رحمه الله ـ في « الدرر السنية » (1/377): « صنف كتابه المشهور فـي التوحيد، وأعلن بالدعوة إلى صراط العزيز الحميد، وقرئ عليه هذا الكتاب المفيد، وسمعه كثير ممن لديه من طالب ومستفيد، وشاعت نسخه فـي البلاد، وطار ذكرها فـي الغور والأنجاد، وفاز بصحبته واستفاد، من جرّد القصد وسلم من الأشر والبغي والفساد، وكثر بحمد الله محبوه وجنده ... ». انتهى

وقد كان العلماء يوصون بحفظ « كتاب التوحيد » منهم الشيخ عبد الرحمن السعدي (ت1376) ـ رحمه الله ـ كما فـي « الفتاوى السعدية » (ص38):

وممن كان يوصي بتدريسه وتعليمه للناس الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت1389) ـ رحمه الله ـ يقول فـي رسالة لـه إلى أحد القضاة في « مجموع فتاويه » (13/205): « عليك ـ بصفتك مسؤولاً عن ما ولاك الله عليه ـ أن تعين وقتاً من أوقاتك تجلس فيه فـي السوق يقرأ عليك في « كتاب التوحيد » وتتكلم بما تيسر ... » انتهى.

وقال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم (ت1392) ـ رحمه الله ـ في « حاشيته على كتاب التوحيد » (ص7) : « كتاب التوحيد الذي ألفه شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ أجزل الله له الأجر والثواب ـ ليس له نظير فـي الوجود، قد وضّح فيه التوحيد الذي أوجبه الله على عباده وخلقهم لأجله، ولأجله أرسله رسله، وأنزل كتبه، وذكر ما ينافيه من الشرك الأكبر أو ينافي كماله الواجب من الشرك الأصغر والبدع وما يقرب من ذلك أو يوصل إليه، فصار بديعاً فـي معناه لم يسبق إليه، علماً للموحدين، وحجة على الملحدين، واشتهر أي اشتهار، وعكف عليه الطلبة، وصار الغالب يحفظه عن ظهر قلب، وعمَّ النفع به ... ». انتهى .

* المؤلف:

السَّعْدي، عبد الرحمن (1307 - 1376هـ).

عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله. عالم ومفسّر سعودي ولد في القصيم بالمملكة العربية السعودية. مات والده ولم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، طلب العلم وجدّ فيه فحفظ القرآن الكريم والمتون فاشتهر أمره وعلت منزلته وكثر تلاميذه، ترك عدة كتب نافعة، أكثرها في تفسير القرآن وعلومه، أبرزها تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، واختصر هذا التفسير بكتاب سماه تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن، وكتبه قيِّمة محققة تخلو من الدخيل والغرائب، أسلوبها سهل ميسر.

نقلا عن الموسوعة العربية العالمية

بيانات النسخ: تشمل ما يلي:

* المصورة (بي دي اف): القول السديد شرح كتاب التوحيد ط النفائس - القول السديد في مقاصد التوحيد طبعة دار الثبات ت شاهين - القول السديد في مقاصد التوحيد نسخة دار الافتاء

* الالكترونية (عدة صيغ): القول السديد شرح كتاب التوحيد ط النفائس - القول السديد شرح كتاب التوحيد ط الوزارة

رابط الموقع:

https://www.islamspirit.com/islamspirit_ebook_0143.php

* ما هو الكتاب الالكتروني؟ هو كتاب يعد بصيغة قابلة للتشغيل والنشر على مختلف الأجهزة الالكترونية، وتعمل هذه الخدمة على إفراده بالنشر، وفصله عن الموسوعات، وتهيئته بالصيغ الالكترونية المتعددة، وتوثيقه بنسخ مصورة (بي دي اف) ما أمكن.

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

http://www.islamspirit.com

الأربعاء، 20 مايو 2020

 الأسورة النحاسية - ابن باز:

 أشرفت على الأوراق المرفقة المتضمنة بيان خصائص الأسورة النحاسية التي حدثت أخيرا لمكافحة (الروماتيزم)، وأفيدكم أني درست موضوعها كثيرا، وعرضت ذلك على جماعة كثيرة من أساتذة الجامعة ومدرسيها، وتبادلنا جميعا وجهات النظر في حكمها، فاختلف الرأي..

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر فيما يلي فتوى العلامة عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية رحمه الله حول الأسورة النحاسية:

الأسورة النحاسية
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ سلمه الله وتولاه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


فقد وصلني كتابكم الكريم وصلكم الله برضاه، وأشرفت على الأوراق المرفقة المتضمنة بيان خصائص الأسورة النحاسية التي حدثت أخيرا لمكافحة (الروماتيزم) ،


وأفيدكم أني درست موضوعها كثيرا، وعرضت ذلك على جماعة كثيرة من أساتذة الجامعة ومدرسيها، وتبادلنا جميعا وجهات النظر في حكمها، فاختلف الرأي، فمنهم من رأى جوازها؛ لما اشتملت عليه من الخصائص المضادة لمرض (الروماتيزم) ،


 ومنهم من رأى تركها؛ لأن تعليقها يشبه ما كان عليه أهل الجاهلية، من اعتيادهم تعليق الودع والتمائم والحلقات من الصفر، وغير ذلك من التعليقات التي يتعاطونها، ويعتقدون أنها علاج لكثير من الأمراض، وأنها من أسباب سلامة المعلق عليه من العين، ومن ذلك ما ورد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له » 

وفي رواية «من تعلق تميمة فقد أشرك » وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما، «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال " ما هذا؟ " قال من الواهنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إنزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا »

وفي حديث آخر «عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه في بعض أسفاره أرسل رسولا يتفقد إبل الركب ويقطع كل ما علق عليها من قلائد الأوتار التي كان يظن أهل الجاهلية أنها تنفع إبلهم وتصونها» فهذه الأحاديث وأشباهها يؤخذ منها أنه لا ينبغي أن يعلق شيئا من التمائم أو الودع أو الحلقات، أو الأوتار أو أشباه ذلك من الحروز كالعظام والخرز ونحو ذلك لدفع البلاء أو رفعه.


والذي أرى في هذه المسألة هو ترك الأسورة المذكورة، وعدم استعمالها سدا لذريعة الشرك، وحسما لمادة الفتنة بها والميل إليها، وتعلق النفوس بها، ورغبة في توجيه المسلم بقلبه إلى الله سبحانه ثقة به، واعتمادا عليه واكتفاء بالأسباب المشروعة المعلومة إباحتها بلا شك، وفيما أباح الله ويسر لعباده غنية عما حرم عليهم، وعما اشتبه أمره وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:


«من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه »

 وقال صلى الله عليه وسلم: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك » 

ولا ريب أن تعليق الأسورة المذكورة يشبه ما تفعله الجاهلية في سابق الزمان، فهو إما من الأمور المحرمة الشركية، أو من وسائلها، وأقل ما يقال فيه أنه من المشتبهات، فالأولى بالمسلم والأحوط له أن يترفع بنفسه عن ذلك، وأن يكتفي بالعلاج الواضح الإباحة، البعيد عن الشبهة، هذا ما ظهر لي ولجماعة من المشايخ والمدرسين، واسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه، وأن يمن علينا جميعا بالفقه في دينه والسلامة مما يخالف شرعه، إنه على كل شيء قدير، والله يحفظكم والسلام.

المصدر: مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية رحمه الله (المتوفى: 1420هـ) - أشرف على جمعه وطبعه: محمد بن سعد الشويعر (ج 1 - ص 206).

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

https://www.islamspirit.com