الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

بيان هيئة كبار العلماء حول خطورة التسرع في التكفير والقيام بالتفجير ..

 بيان هيئة كبار العلماء حول خطورة التسرع في التكفير والقيام بالتفجير وما ينشأ عنهما من سفك للدماء وتخريب للمنشآت .



الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه , أما بعد :

فقد درس مجلس هيئة كبار العلماء في دورته التاسعة والأربعين المنعقدة بالطائف ابتداء من تاريخ 2\4\1419هـ ما يجري في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها من التكفير والتفجير , وما ينشأ عنه من سفك الدماء , وتخريب المنشآت , ونظرا إلى خطورة هذا الأمر , وما يترتب عليه من إزهاق أرواح بريئة , وإتلاف أموال معصومة , وإخافة للناس , وزعزعة لأمنهم واستقرارهم , فقد رأى المجلس إصدار بيان يوضح فيه حكم ذلك نصحا لله ولعباده , وإبراء للذمة وإزالة للبس في المفاهيم لدى من اشتبه عليهم الأمر في ذلك , فنقول وبالله التوفيق :

أولا : التكفير حكم شرعي , مرده إلى الله ورسوله , فكما أن التحليل والتحريم والإيجاب إلى الله ورسوله , فكذلك التكفير , وليس كل ما وصف بالكفر من قول أو فعل , يكون كفرا أكبر مخرجا عن الملة .

ولما كان مرد حكم التكفير إلى الله ورسوله ؛ لم يجز أن نكفر إلا من دل الكتاب والسنة على كفره دلالة واضحة , فلا يكفي في ذلك مجرد الشبهة والظن , لما يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة , وإذا كانت الحدود تدرأ بالشبهات , مع أن ما يترتب عليها أقل مما يترتب على التكفير , فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات ؛ ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الحكم بالتكفير على شخص ليس بكافر , فقال : " أيما امرىء قال لأخيه : يا كافر , فقد باء بها أحدهما , إن كان كما قال وإلا رجعت عليه " . وقد يرد في الكتاب والسنة ما يفهم منه أن هذا القول أو العمل أو الإعتقاد كفر , ولا يكفر من اتصف به , لوجود مانع يمنع من كفره .

وهذا الحكم كغيره من الأحكام التي لا تتم إلا بوجود أسبابها وشروطها , وانتفاء موانعها كما في الإرث , سببه القرابة - مثلا - وقد لا يرث بها لوجود مانع كاختلاف الدين , وهكذا الكفر يكره عليه المؤمن فلا يكفر به .


وقد ينطق المسلم بكلمة بالكفر لغلبة فرح أو غضب أو نحوهما فلا يكفر بها لعدم القصد , كما في قصة الذي قال :" اللهم أنت عبدي وأنا ربك " . أخطأ من شدة الفرح .

والتسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة من استحلال الدم والمال , ومنع التوارث , وفسخ النكاح , وغيرها مما يترتب على الردة , فكيف يسوغ للمؤمن أن يقدم عليه لأدنى شبهة .


وإذا كان هذا في ولاة الأمور كان أشد ؛ لما يترتب عليه من التمرد عليهم وحمل السلاح عليهم , وإشاعة الفوضى , وسفك الدماء , وفساد العباد والبلاد ,


 ولهذا منع النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من منابذتهم , فقال :" إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان " . فأفاد قوله :" إلا أن تروا " , أنه لا يكفي مجرد الظن والإشاعة . 


وأفاد قوله :" كفر " أنه لا يكفي الفسوق ولو كبُرَ , كالظلم وشرب الخمر ولعب القمار , والإستئثار المحرم . وأفاد قوله : " بواحا " أنه لا يكفي الكفر الذي ليس ببواح أي صريح ظاهر ,


 وأفاد قوله : " عندكم فيه من الله برهان " . أنه لابد من دليل صريح , بحيث يكون صحيح الثبوت , صريح الدلالة , فلا يكفي الدليل ضعيف السند , ولا غامض الدلالة . 


وأفاد قوله : " من الله " أنه لا عبرة بقول أحد من العلماء مهما بلغت منزلته في العلم والأمانة إذا لم يكن لقوله دليل صريح صحيح من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . 


وهذه القيود تدل على خطورة الأمر .

وجملة القول : أن التسرع في التكفير له خطره العظيم ؛ لقول الله عز وجل : (( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به , سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) - الأعراف 33 - .

ثانيا : ما نجم عن هذا الاعتقاد الخاطىء من استباحة الدماء وانتهاك الأعراض , وسلب الأموال الخاصة والعامة , وتفجير المساكن والمركبات , وتخريب المنشآت , فهذه الأعمال وأمثالها محرمة شرعا بإجماع المسلمين ؛ لما في ذلك من هتك لحرمة الأنفس المعصومة , وهتك لحرمة الأموال , وهتك لحرمات الأمن والإستقرار , وحياة الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم , وغدوهم ورواحهم , وهتك للمصالح العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها .



وقد حفظ الإسلام للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم , وحرم انتهاكها , وشدد في ذلك , وكان من آخر ما بلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أمته فقال في خطبة حجة الوداع :" إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا , في شهركم هذا , في بلدكم هذا " . ثم قال صلى الله عليه وسلم :" ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد " . متفق عليه . وقال صلى الله عليه وسلم :" كل المسلم على المسلم حرام , دمه وماله وعرضه " . 


وقال عليه الصلاة والسلام :" اتقوا الظلم , فإن الظلم ظلمات يوم القيامة " .

وقد توعد الله سبحانه من قتل نفسا معصومة بأشد الوعيد , فقال سبحانه في حق المؤمن : (( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما )) - النساء 93 - .


وقال سبحانه في حق الكافر الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ ( وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة )) - النساء 92 -


فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة , فكيف إذا قتل عمدا , فإن الجريمة تكون أعظم , والإثم يكون أكبر . وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة " .

ثالثا : إن المجلس إذ يبين حكم تكفير الناس بغير برهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخطورة إطلاق ذلك , لما يترتب عليه من شرور وآثام , 


فإنه يعلن للعالم أن الإسلام بريء من هذا المعتقد الخاطىء ,

 وأن ما يجري في بعض البلدان من سفك للدماء البريئة ,


 وتفجير للمساكن والمركبات والمرافق العامة والخاصة , 

وتخريب للمنشآت هو عمل إجرامي , والإسلام بريء منه , 

وهكذا كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر بريء منه , وإنما هو تصرف من صاحب فكر منحرف , وعقيدة ضالة , فهو يحمل إثمه وجرمه


فلا يحتسب عمله على الإسلام , ولا على المسلمين المهتدين بهدي الإسلام , المعتصمين بالكتاب والسنة , المستمسكين بحبل الله المتين , وإنما هو محض إفساد وإجرام تأباه الشريعة والفطرة ؛ ولهذا جاءت نصوص الشريعة قاطعة بتحريمه محذرة من مصاحبة أهله .

قال الله تعالى : (( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام , وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد , وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد )) . - البقرة 204 - 206 - .


والواجب على جميع المسلمين في كل مكان التواصي بالحق , والتناصح والتعاون على البر والتقوى , والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة , والجدال بالتي هي أحسن , كما قال الله سبحانه وتعالى : (( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب )) - المائدة 2 -
وقال سبحانه : (( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم )) - التوبة 71 - , وقال عز وجل : (( والعصر , إن الإنسان لفي خسر , إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر .)) - سورة العصر -

وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الدين النصيحة " . قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال: " لله , ولكتابه , ولرسوله , ولأئمة المسلمين وعامتهم " , وقال عليه الصلاة والسلام :" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد , إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " , والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .

ونسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكف البأس عن جميع المسلمين , وأن يوفق جميع ولاة أمور المسلمين إلى ما فيه صلاح العباد والبلاد وقمع الفساد والمفسدين , وأن ينصر بهم دينه , ويعلي بهم كلمته , وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا في كل مكان , وأن ينصر بهم الحق , إنه ولي ذلك والقادر عليه , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه .

رئيس المجلس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى .


إجماع الفقهاء على وجوب طاعة الأمراء في غير معصية الله تعالى ...

 بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعبن 

فأن السمع والطاعة بالمعروف في غير معصية الله تعالى 

لولاة الأمور المسلمين من أصول أهل السنة والجماعة 

وفارقهم في ذلك الخوارج والرافضة والمعتزلة وغيرهم من أهل البدع 


وهذه نبذة يسيرة من أقوال العلماء الراسخين من السلف والخلف 

في هذه القضية  المهمة :

قال الإمام ابن بطة العكبري -رحمه الله -:

(( ثم من بعد ذلك الكف والقعود عن الفتنة 

ولاتخرج بالسيف على الأئمة وإن ظلموا ))

قال ذلك بعد قوله (( ....وحذر منه من اهل البدع والزيغ


مما أجمع على شرحنا له أهل الإسلام وسائر الأمة مذ بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم الى وقتنا هذا ))

 الشرح والإبانة ص175

وقال المزني صاحب الشافعي -رحمهم الله -:

((وترك الخروج عليهم عند تعديهم وجورهم والتوبة الى الله عزوجل

 كيما يعطف بهم على رعيتهم ))

ثم ذكر إجماع الأئمة على هذا فقال :

((هذه مقالات وأفعال اجتمع عليها الماضون الأولون من أئمة الهدى ....))

الشرح والإبانة (( 175))

وقال الإمامان ابوحاتم وأبوزرعة الرازيان


 فقد قررا هذه العقيدة وقالا :

((أدركنا العلماء في جميع المصار حجازاً وعراقاً وشاماً ويمناً ....))

اللالكائي في شرح أصول الإعتقاد ( 321-323)

نقل ابن حجر رحمه الله الإجماع على عدم جواز الخروج على السلطان الظالم :

 فقال قال ابن بطال :


((وفى الحديث حجة على ترك الخروج على السلطان ولو جار.

وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه 

وأن طاعته خير من الخروج عليه لما فى ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء))


فتح البارى 13/7

ونقل الامام النووى -رحمه الله - الإجماع على ذلك 

فقال 

((وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام باجماع المسلمين 

وإن كانوافسقة ظالمين

 وقد تظاهرت الاحاديث على ماذكرته وأجمع أهل السنه أنه لاينعزل السلطان بالفسق....... ))


شرح النووى 12/229




الأربعاء، 26 أغسطس 2020

سلسلة العلماء [0052]: مواضيع وفوائد مفصلة حول أنواع التوحيد سلسلة العلماء

سلسلة العلماء [0052]: مواضيع وفوائد مفصلة حول أنواع التوحيد

سلسلة العلماء [0052]: محتويات المنشور:
* موسوعة الشهادتين - الإصدار الأول
* أنواع التوحيد - مقال
* بيان أنواع التوحيد والفرق بينها - الشيخ ابن باز
* الفرق بين أنواع التوحيد الثلاثة - الشيخ عبد الكريم الخضير
* العلاقة بين أقسام التوحيد - مقال
* في العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد - فتوى

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر مواضيع وفوائد مفصلة حول أنواع التوحيد كاضافة للمادة -السابق نشرها- من فتاوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية (المتوفى : 1421هـ) رحمه الله، ويعاد نشرها مع المواضيع المتعلقة والفوائد لمن يرغب في المزيد من التباحث والفائدة:

=== المواضيع الملحقة والفوائد ===

* موسوعة الشهادتين - الإصدار الأول: برنامج موسوعي يعتني بجمع المصنفات التي اختصت ببيان الركن الأول من أركان الإسلام الذي لا يصح إسلام العبد إلا به: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً -عليه الصلاة والسلام- رسول الله. ويشمل أبرز المؤلفات التي عنيت بأساس الملة والعقيدة: الشهادتين، وشروطها ومقتضاها وآثارها في سلوك المسلم، و انعكاس ذلك على اصلاح المجتمع المسلم، وما يعقبه من النجاة والفوز في الآخرة.
https://www.islamspirit.com/islamspirit_ency_131.php

* أنواع التوحيد - مقال عن موقع موضوع
https://mawdoo3.com/%D8%A3%D9%86%D9%...AD%D9%8A%D8%AF

* بيان أنواع التوحيد والفرق بينها - الشيخ ابن باز - صوتي ومفرغ
https://binbaz.org.sa/fatwas/2190/%D...86%D9%87%D8%A7

* الفرق بين أنواع التوحيد الثلاثة - الشيخ عبد الكريم الخضير - صوتي ومفرغ
https://shkhudheir.com/fatawa/817842783

* العلاقة بين أقسام التوحيد - مقال عن الألوكة
https://www.alukah.net/sharia/0/59347/

* في العلاقة التلازمية بين أنواع التوحيد - فتوى للشيخ محمد علي فركوس
https://ferkous.com/home/?q=fatwa-906

=== انتهى ===

=== نص المادة ===

(27) وسئل فضيلته: كيف كانت " لا إله إلا الله " مشتملة على جميع أنواع التوحيد؟
فأجاب بقوله: هي تشمل جميع أنواع التوحيد كلها، إما بالتضمن، وإما بالالتزام، وذلك أن قول القائل: " أشهد أن لا إله إلا الله " يتبادر إلى الذهن أن المراد بها توحيد العبادة - الذي يسمى توحيد الألوهية - وهو متضمن لتوحيد الربوبية؛ لأن كل من عبد الله وحده، فإنه لن يعبده حتى يكون مقرا له بالربوبية، وكذلك متضمن لتوحيد الأسماء والصفات؛ لأن الإنسان لا يعبد إلا من علم أنه مستحق للعبادة، لما له من الأسماء والصفات، ولهذا قال إبراهيم لأبيه: {يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} . فتوحيد العبادة متضمن لتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.

المصدر: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية (المتوفى : 1421هـ) رحمه الله - جمع وترتيب : فهد بن ناصر بن إبراهيم السليمان - الناشر : دار الوطن - دار الثريا - الطبعة : الأخيرة - 1413 هـ (ج 1 - ص 82).

=== انتهى ===

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

https://www.islamspirit.com

الخميس، 13 أغسطس 2020

كفارة الغيبة ...

 السؤال


في كفارة الغيبة ، هل يجزئ قول" رب اغفر لي وللمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات " عن الاستغفار لمن اغتبته ، أم يجب الدعاء له بالاسم ؟
نص الجواب

الحمد لله.

الغيبة من كبائر الذنوب ، ولا شك أن جميع المسلمين يدركون هذا ، ويعلمون ما للمغتاب من عذاب عند الله تعالى ، والخطورة في هذا الذنب تأتي من وجهين اثنين :

1- أنه متعلق بحقوق العباد ، فهي لذلك أشد خطرا ، إذ يتعدى فيها الظلم إلى الناس .


2- أنها معصية سهلة ينقاد إليها غالب الناس إلا من رحم الله ، والشيء السهل يحسبه الناس – في العادة – هينا وهو عند الله عظيم .
وفي أمر كفارة الغيبة لا بد من التنبيه إلى بعض الجوانب المهمة :
أولًا : سبق في موقعنا في العديد من الفتاوى بيان أن كفارة الغيبة هي الاستغفار لمن اغتبته ، والدعاء له ، والثناء عليه في غيبته . وللتذكير بهذه الفتاوى وقراءة كلام أهل العلم يرجى من القارئ الكريم مراجعة الأرقام الآتية : 6308 ، 23328 ، 52807 ، 65649.


ثانيًا : إلا أن تقرير كون الاستغفار كفارة للغيبة لا يعني وقوعها كافيةً في ذلك ، فإن الأصل أن الذنوب لا تُمحى إلا بالتوبة الصادقة التي يصحبها الإقلاع ، والندم ، وعدم العود ، وصدق القلب في معاملة الخالق سبحانه ، ثم يُرجى لمن جاء بهذه التوبة أن يغفر الله له ذنبه ، ويعفو عنه خطيئته .


أما حقوق العباد ، ومظالم الخلق ، فلا يكفرها إلا عفوُ أصحابها عنها ومغفرتهم لها ، دليل ذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم حين يقول :


" مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ " رواه البخاري :2449.
فقد جاء الأمر بالتحلل من المظالم قبل أن يوافيَ الناسُ يومَ الحساب ، فيكون التحلل يومئذ بالحسنات والسيئات ، وتكون الخسارة الحقيقية على من ظلم الناس في أموالهم أو أعراضهم أو دمائهم .


ثالثًا : فالواجب على من أراد أن يستبرئ لنفسه من إثم الغيبة أن يسعى جاهدًا في التحلل ممن اغتابه ، فيطلب منه العفو والصفح ، ويعتذر إليه بالكلام اللين والحسن ، ويبذل في ذلك ما يستطيع ، حتى إن اضطر إلى شراء الهدايا القيمة الغالية ، أو تقديم المساعدة المالية ، فقد نص العلماء على جواز ذلك كله في سبيل التحلل من حقوق العباد .


ولما رأى أهل العلم من السلف الصالحين والفقهاء الربانيين أن التحلل من العباد في أمر الغيبة قد يؤدي – في بعض الحالات - إلى مفسدة أعظم ، فيوغر الصدور ، ويقطع الصلات ، وقد يُحمِّلُ القلوب من الأحقاد والأضغان ما الله به عليم ، رخص أكثر أهل العلم في ترك التحلل ، ورجوا أن يكفي في ذلك الاستغفار للمغتاب والدعاء له والثناء عليه في غيبته .
وإن كان آخرون من أهل العلم ذهبوا إلى أن الغيبة لا يكفرها إلا عفو صاحب المظلمة عنها .


لكن الصواب أنه إذا صدقت توبة مرتكب الغيبة ، لم يلزمه أن يخبر بذلك من اغتابه ، لاسيما إن خاف مفسدة ذلك ، كما هو الغالب .
إذًا فالاستغفار لمن اغتبته إنما هو عذر طارئ ، وحالة ضرورة اقتضتها الشريعة التي تقدم درء المفاسد على جلب المصالح .
وفهم ما سبق يبين خطأ من يتساهل في إثم الغيبة معتمدًا على أن الاستغفار كافٍ في تكفير تلك المعصية ، ولم يدرِ أنه أخطأ في ذلك من ثلاثة وجوه :


1- أنه نسي أن شرط التوبة الأساسي هو الندم والإقلاع وصدق الإنابة إلى الله تعالى ، وهذا الشرط قد لا يوفق لتحقيقه كثير من الناس .


2- أن الأصل في تكفير حقوق العباد السعي في طلب العفو منهم ، فإن كان التقدير أن إخباره بالغيبة سيؤدي إلى مفسدة أعظم ، فيلجأ إلى الاستغفار حينئذ ، وإلا فالأصل أنه يذهب ليطلب الصفح ممن ظلمه .
3- وذلك يدلك على أن المغتاب إن كان قد بلغه ما اغتابه به رجل آخر ، فإنه - والحالة هذه - لا بد من طلب العفو منه مباشرة ، كي يزيل ما أصاب قلب المغتاب من أذى ، وما حمله من كره أو حقد عليه ، فإن لم يعف ولم يصفح ، فليس ثمة حيلة بعد ذلك إلا الاستغفار والدعاء .


رابعًا :
ثم بعد ذلك كله ، هل يظن السائل أن الاستغفار بصيغةٍ عموميةٍ " اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات " كافٍ في تكفير إثم الغيبة ؟!!


نحن نقول إننا حين نرجو من الله أن يكون الدعاء والاستغفار مكفرا للسيئات ، لا بد أن نصدق الله في هذا الدعاء ، فنخلص فيه المسألة ، ونبتغي إليه الوسيلة فيه ، ونكرره في مواطن الإجابة ، وندعو فيه بكل خير وبركة له في الدنيا والآخرة ، ولا شك أن هذه الحالة من الدعاء تقتضي تخصيص المدعو له : إما بذكر اسمه ، أو بذكر وصفه فتقول : اللهم اغفر لي ولمن اغتبته وظلمته ، اللهم تجاوز عنا وعنه..إلى آخر ما يمكن أن تدعو به .


أما الصيغ العامة فلا تبدو كافية في تحقيق ما ترجو من الله تعالى ، فكما أنك اغتبته باسمه أو وصفه ، وخصصته بالأذى ، فكذلك ينبغي أن يكون الاستغفار والدعاء مخصصًا حتى تقابل السيئات بالحسنات .


خامسًا :

ينبغي التنبه إلى أن المقصد من الاستغفار والدعاء هو دفع السيئة بالحسنة ، ومقابلتها بها ، ولذلك فلا يتحتم الاستغفار دون غيره من الأعمال ، بل يمكن أن تعمل العمل الصالح ليكون ثوابُه مقدَّما لمن اغتبته ، كأن تتصدق عنه أو تقدم له المساعدة ، وتقف معه في محنه ، فتحاول تعويضه عن ذلك الأذى بما تستطيع .


يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كما في "مجموع الفتاوى"18/187-189 :


" وأما حق المظلوم فلا يسقط بمجرد التوبة ، وهذا حق ، ولا فرق فى ذلك بين القاتل وسائر الظالمين ، فمن تاب من ظلم لم يسقط بتوبته حق المظلوم ، لكن من تمام توبته أن يعوضه بمثل مظلمته ، وإن لم يعوضه فى الدنيا فلا بد له من العوض فى الآخرة ، فينبغى للظالم التائب أن يستكثر من الحسنات ، حتى إذا استوفى المظلومون حقوقهم لم يبق مفلسا ، ومع هذا فإذا شاء الله أن يعوض المظلوم من عنده فلا راد لفضله ، كما إذا شاء أن يغفر ما دون الشرك لمن يشاء ، ولهذا فى حديث القصاص الذى ركب فيه جابر بن عبدالله إلى عبدالله بن أنيس شهرا حتى شافهه به ، وقد رواه الإمام أحمد – 3/495 - وغيره ، واستشهد به البخارى فى صحيحه ، وهو من جنس حديث الترمذى صحاحه أو حسانه ، قال فيه " إذا كان يوم القيامة فإن الله يجمع الخلائق فى صعيد واحد ، يسمعهم الداعى وينفذهم البصر ، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب ، أنا الملك ، أنا الديان ، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه ، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه"


وفى صحيح مسلم من حديث أبى سعيد " أن أهل الجنة إذا عبروا الصراط وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بعض ، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة " وقد قال سبحانه وتعالى لما قال "وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا " والاغتياب من ظلم الأعراض - قال " أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ غڑ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ "الحجرات:12.


فقد نبههم على التوبة من الاغتياب ، وهو من الظلم .


وهذا فيما علمه المظلوم من العوض ، فأما إذا اغتابه أو قذفه ولم يعلم بذلك ، فقد قيل : مِن شرط توبته إعلامه . وقيل : لا يشترط ذلك . وهذا قول الأكثرين ، وهما روايتان عن أحمد ، لكن قوله مثل هذا أن يفعل مع المظلوم حسنات : كالدعاء له ، والاستغفار ، وعمل صالح يهدى إليه يقوم مقام اغتيابه وقذفه . قال الحسن البصري : كفارة الغيبة أن تستغفر لمن اغتبته " انتهى .
والله أعلم .



المصدر: الإسلام سؤال وجواب


https://islamqa.info/ar/answers/9955...8A%D8%A8%D8%A9

الجمعة، 24 يوليو 2020

اسطوانة موقع روح الإسلام الصدار الذهبي السابع اسطوانة العلوم الشرعية والمعارف العامة

أسطوانة موقع روح الإسلام (دي في دي) - الإصدار الذهبي السابع: أسطوانة العلوم الشرعية والمعارف العامة، رقم 2

الوصف: أسطوانة موقع روح الإسلام (دي في دي) - الإصدار الذهبي السابع: أسطوانة العلوم الشرعية والمعارف العامة، رقم 2: تضم مجموعة من البرامج في التاريخ الإسلامي، وسيرة سلف الأمة، والاصدارت المحتفية بسبل اصلاح المجتمع الاسلامي، من الآداب والرقائق والاذكار، وما يتعلق بذلك من أحوال المرأة والأسرة المسلمة. وتشمل أبرز المجموعات العلمية المعتنية بعلوم الآلة كتخريج الأحاديث والتجويد والقراءات، كما تضم بعض روائع أئمة الأدب المطبوعة، واسهاماتهم الأدبية والشعرية المنشورة في جملة من المجلات العربية. وتعرج الاسطوانة على تاريخ وجغرافية البلاد الإسلامية الأصيلة، وعلماءها وأدبياتها، كالحرمين الشريفين، والبلاد السعودية، وبلاد مصر المحروسة، والقدس الشريف والمسجد الاقصى، وبلاد الشام المباركة. وتعني الإصدارات الذهبية للأسطوانات بجمع إصدارات موقع روح الإسلام حسب الاقسام والتصنيفات العلمية كالقرآن والحديث والعقيدة والتفسير والفقه، أو حسب العلماء والمشائخ السابقين والمعاصرين، أو حسب الأقسام الموضوعية المتوفرة بالموقع، لتجهيز إصدارات علمية متخصصة تخدم العلماء وطلبة العلم والباحثين والمحققين. وتشمل محتويات هذه الأسطوانة ما يلي:

أولاً: مجموعة من البرامج في الابواب المذكورة، حسب التالي:

* موسوعة التاريخ الإسلامي: موسوعة الكترونية عن التاريخ الإسلامي تهدف إلى عرض تاريخ الإسلام منذ نشأة آدم -عليه السلام- مروراً بتاريخ الأمم المختلفة حتى بعثة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتعرض السيرة النبوية الشريفة ثم فترة الخلافة الراشدة، وما تلى ذلك من الخلفاء والملوك والدول في التاريخ الإسلامي من خلال عدة مصادر مختلفة تتناول هذه الحقب والأحداث.

* موسوعة سير السلف: برنامج موسوعي عن سير سلف الأمة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل بيته وتابعيهم بإحسان، ويضم أبرز المؤلفات التي اعتنت بذكر أعيانهم وسرد وتدوين سيرهم -رضي الله عنهم-، أو المؤلفات التي ذكرت حقوقهم وفضائلهم ودافعت عنهم.

* موسوعة التخريج والزوائد: برنامج موسوعي يعتني بعلم تخريج الأحاديث؛ ويختص هذا العلم من علوم السنة النبوية بعزو أحاديث الكتب إلى من أخرجها من أئمة وعلماء الحديث المعتبرين، والكلام على الحديث سنداً ومتناً لبيان مرتبته ومعرفة الصحيح من العليل. ويضم البرنامج مجموعة من مصنَّفات زوائد الحديث التي يجمع فيها مؤلفوها من المتأخرين الأحاديث الزائدة على كتاب معين، ويعتنون بتخريجها لتلبية مطالب الباحثين في المراجع.

* موسوعة التجويد والقراءات: برنامج موسوعي يعتني بعلم التجويد والقراءات، ويضم أبرز المصنفات التي تيسر أمر قراءة القرآن، وتسهل تعليمه وتعلّمه، وتبين كيفية النطق بألفاظ القرآن، وما ينبغي للقارئ أن يعرفه من الروايات والطرق التي تنسب للأئمة القراء العشرة، وما دوّنه الأئمة الثقات من كيفية القراءة المأثورة عن النبي (صلّى الله عليه وسلّم) وأصحابه والتابعين رضي الله عنهم.

* موسوعة الشعر والأدب: برنامج موسوعي يعتني بالشعر والأدب العربي وعلم البلاغة؛ ويضم عشرات الأعمال الشعرية والأدبية التاريخية والحديثة التي صنفها أهل فنون الشعر والأدب.

* موسوعة المجلات العربية: برنامج موسوعي يعتني بجمع مجموعة منتقاة من المجلات العربية، ويضم مجلات من إضافات متخصصي اللغة والأدب، أو المجلات ذات الطابع الإسلامي الصادرة عن جهات رسمية، أو الإصدارات التي تم إعدادها بجهد فردي.

* موسوعة المرأة والأسرة: برنامج موسوعي يعتني بجمع كل ما يخص المرأة وواجباتها وحقوقها، وما ينبغي لها العناية به من أحكام دينها ويعرض لها في أمور حياتها كالزواج والأمومة والحجاب والولادة. ويفصّل البرنامج ما يصلح حياة الأسرة المسلمة وينظم حقوق المجتمع المسلم بين بعضه البعض كبر الوالدين وتربية الأبناء وأحكام الميراث والنفقة والعشرة الزوجية وصلة الرحم. ولا يغفل البرنامج ما تحتاجه المرأة في أمور حياتها اليومية من رعاية الأسرة والزوج وأعمال المنزل.

* موسوعة الرقائق والآداب والأذكار: برنامج موسوعي يعتني بكتب الرقاق والآداب والأذكار، وهي الكتب التي ترقق القلوب، وتزكي النفوس، وتصلح الأخلاق والسلوك، وتعتني بفضائل الأعمال، وما ينبغي أن يكون عليه المسلم في يومه وليلته، والأدعية التي يحسن له أن يحافظ عليها.

* موسوعة الحرمين والبلاد السعودية: برنامج موسوعي يعتني بجمع المصنفات التي تسرد تاريخ الحرمين الشريفين، بالعاصمة المقدسة: مكة المكرمة؛ والمدينة النبوية المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. ويبين البرنامج فضلهما وآداب سكناهما وزيارتهما. وألحق به تاريخ الدولة السعودية في أطوارها المختلفة منذ تأسيسها على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، وعنايتها بالأماكن والمشاعر المقدسة وفريضة الحج، وخدمتها للإسلام.

* موسوعة مصر المحروسة: برنامج موسوعي يعتني بتاريخ أرض الكنانة: مصر وفضائلها، وما تعاقب عليها من العصور والأحداث والعلماء، ودور الأزهر الشريف وجهوده العلمية والدعوية.

* موسوعة بلاد الشام المباركة: برنامج موسوعي يعتني بجمع المؤلفات التي تسرد تاريخ بلاد الشام المباركة، وجغرافيتها وفضائلها وخصائصها.

* موسوعة القدس والمسجد الأقصى: برنامج موسوعي يعتني بجمع المصنفات التي تسرد تاريخ وفضائل القدس والمسجد الاقصى المبارك.

ثانياً: خلفيات إسلامية، وأسئلة متكررة، ومواقع مختارة: تشمل مجموعة من الصور الطبيعية والتصميمات الإسلامية المعدة بشكل جميل وجذاب تصلح كخلفية لسطح المكتب أو للاهداء، أو لأغراض التصميم. ويشمل قسم أسئلة متكررة: مجموعة من أبرز الأسئلة الشائعة وأجوبتها حول الموقع وخدماته. وتشمل أيضاً صفحة ببعض المواقع المختارة ينصح بزيارتها من المواقع العلمية والشرعية، ومواقع العلماء، ومواقع عامة.

تعليمات التحميل والاستخدام:
1) يمكن تحميل الأسطوانة من الرابط أدناه ثم فك الضغط عن الملف، واستخراج المجلد (IslamSpiritDVDZ07) من الملف المضغوط.
2) يمكن تشغيل الأسطوانة بنسخ محتويات المجلد (IslamSpiritDVDZ07) [أي ما بداخله من ملفات ومجلدات، ولا ينسخ المجلد ذاته] على قرص دي في دي (DVD)، ثم تشغيل الملف (Menu.exe) في حالة لم يعمل القرص بعد النسخ بشكل تلقائي؛ كما يمكن تشغيلها من على القرص الصلب (الهارديسك) مباشرة بنفس الطريقة.
3) إذا لم يفتح احد الملفات المضغوطة على الأسطوانة، اسحبه من موضعه الى جهازك وشغله بفك الضغط عنه، أو انسخ كامل محتويات الاسطوانة إلى القرص الصلب (الهارديسك) وشغلها من هناك.

رابط الموقع:

http://www.islamspirit.com/islamspirit_dvdz_07.php

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

http://www.islamspirit.com

الخميس، 4 يونيو 2020

فلاتغرنكم ....


فلاتغرنكم ....





بسم الله الرحمن الرحيم


ماهو الغرور الحياة الدنيا الذي نهى الله عنه ؟؟؟

الغرور بها هو الاشتغال بها وإيثارها على الآخرة حباًلها وتعظيماً لها، وتلذذاً بها،


ولذلك نهى الله عن ذلك فقال(فلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا )قال سعيد بن جبير،غرور الحياة الدنيا،أن يشتغل الإنسان بنعيمها ولذاتها عن عمل الآخرة،يعني بما فيها من المتاع،فالعاقل لا تغره هذه المظاهر ولا يشغل بها عن الآخرة


ولكن يعد العدة للآخرة ويستعين بهذه النعم على طاعة الله جل وعلا،


أما من غلب عليه الشيطان والهوى لضعف إيمانه وقلة بصيرته


فإنه قد يغتر بهذه المظاهر ويلهو بها،ويشغل بها عن الآخرة وينسى حق الله عليه، فيهلك،


وفرة الأموال وكثرتها،ونضارة الدنيا وزهرتها،ورغد العيش،والتقلب في العافية والشعور بِالاطمئنان،نعم عظيمة وآلاء جسيمة يتفضل بها المنعم الكريم،سبحانه وتعالى،على من يشاء من عباده،ليحمدوه ويشكروه ويطيعوه،وليبذلوها فيما يرضيه عنهم،


غير أنها في المقابل قد تغر كثيراً من الجهلة وتخدع الأغرار


فتنسيهم ما يجب لله عليهم وتصرفهم عن أداء ما فرضه


وتدفعهم إلى التقصير في حقه والتمادي في مخالفة أمره


ولذا فقد نادى،جل وعلا،الإنسان المغتر وذكره بما له عليه من جليل النعمِ،فقال،جل وعلا

﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيم،الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَك،فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾الانفطار،


إن الغرور خدعة من الشيطان للإِنسان،تنسيه ما كان عليه،فيرضى بالحياة الدنيا ويطمئن إِليها،ويغفل عن آيات ربه ويعرض عنها، وتسكن نفسه إلى ما يوافق هواه،وتشتبه عليه الأمور وتختلط لديه المفاهيم


فيعتقد أنه على صواب وأنه يسير في درب الخير،وما يدري أنه قد يكون في وهم وغرور،


وقال،سبحانه،عن ذلك الكافر الذي حاور صاحبه المؤمن


﴿ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا،وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أن تبيد هذه أبداً،وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا ﴾الكهف،



إنه الظن الفاسد والوهم الباطل والغرور القاتل،حين يرى الإنسان أن إِعطاءه الأموال وإِمهاله وهو يسرِف في شهواته،دليل على علو شأنه عند اللهِ ومحبته له وإكرامه،وما علم أن كل ذلك المتاعِ الدنيوي،قد يكون استدراجاً له ليتمادى في باطله


قال،سُبحَانَه﴿ فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾


التوبة،

وفي الأثر(إن الله،تعالى،قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أَرزاقكم،

وإِن الله،تعالى،يعطي المال من أحب ومن لا يحب،ولا يعطي الإيمان إلا من يحب) ( رجح البخاري وقفه )


وقَال،علَيه الصلاة والسلام(إن الله،تَعالى،لَيحمِي عبده المؤمن منَ الدنيا وهو يحبه،كما تحمون مريضكم الطعام والشراب تخافونَ علَيه)رواه الإمام أحمد،وصححه الألباني ( صحيح الجامع 1814)


لَقد تمادى الغرور بكثيرِين،فَفَرطُوا في الأعمال الصالحة،وأغرقوا في المعاصي والخطايا وسوفوا في التوبة


اعتماداً على كريم صفح اللهِ،وطمعاً في واسعِ عفوه،


وغفلوا عن أنه،تعالى قَد قَال﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾المائدة،


فَعن عائشة،رضي اللهُ عنها،قَالت،سألت رسول الله عن هذه الآية(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ)المؤمنون،


قالت عائشة،أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون،قال(لا يا بنت الصديق،ولَكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات)

رواه الترمذي وصححه الألباني،


فلا يغتر أحد بوفرة مال أَو كثرة ولد،أَو طول عمر أَو كمال صحة، أو علو منصب أَو شرف نسب،


أَو كثرة عباده،ولا يشغلنكم تزيين الظواهر فتغفلوا عن إصلاح البواطن،


فقد قال نبينا،صلى الله عليه وسلم(إِنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إِلى صُوَرِكُم وَأَموَالِكُم، وَلَكِنْ يَنظُرُ إِلى قُلُوبِكُم وَأعمَالِكُم)رواه مسلم


فاحرصوا على تقوى ربكم،وأطيعوه ولا تعصوه،واشكروه ولا تكفروه،واحمدوه،بفعل أَوامرِه رجاء ثوابِه،وترك معاصيه خوفاً من عقابه، فَـ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾المائدة،


وإنه لمن أَعظمِ الغرور،أَن يتابع المولى على عبده النعم ويواليها برحمته وفضله،ثم ترى ذلك العبد مقيماً على معصية مولاه مصراً على مخالفة أمره،ظانا أنه إنما أعطي ما أعطي لجدارته به واستحقاقه إياه،غافلاً عن أن من العطاء ما يكون استدراجاً لصاحبه وإمهالاً،ولا يغرنكم إمهال الله تعالى،للمسيئين،


فقد قال،صلى الله عليه وسلم(إن اللهَ لَيملي للظالمِ حتى إذا أخذه لم يفلته)

ثم قرأ قوله،تعالى﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ ﴾هود،رواه البخاري ومسلم،

( منقول )

الاثنين، 25 مايو 2020

كتاب الكتروني: القول السديد شرح كتاب التوحيد، ابن سعدي (عدة صيغ)

نبذة عن الكتاب: [نقلاً عن موقع دار الإسلام]: كتاب نفيس صنفه الإمام المجدد - محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - يحتوي على بيان لعقيدة أهل السنة والجماعة بالدليل من القرآن الكريم والسنة النبوية، وهوكتاب عظيم النفع في بابه، بين فيه مؤلفه - رحمه الله - التوحيد وفضله، وما ينافيه من الشرك الأكبر، أو ينافي كماله الواجب من الشرك الأصغر والبدع، وفي هذه الصفحة شرح للشيخ العلامة السعدي - رحمه الله -.

ثناء العلماء على الكتاب:

قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب (ت1233) ـ رحمه الله ـ عن «كتاب التوحيد » فـي « تيسير العزيز الحميد » (ص24): « هو كتاب فرد فـي معناه، لم يسبقه إليه سابق، ولا لحقه فيه لاحق ».

وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب (ت1285) - رحمه الله -: « جمع على اختصاره خيراً كثيراً، وضمّنه من أدلة التوحيد ما يكفي من وفقه الله، وبيَّن فيه الأدلة فـي بيان الشرك الذي لا يغفره الله ».

وقال العلامة المؤرخ ابن بشر (ت1290) ـ رحمه الله ـ فـي «عنوان المجد »: « ما وضع المصنفون فـي فنه أحسن منه، فإنه أحسن فيه وأجاد، وبلغ الغاية والمراد ».

وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ (ت1293) ـ رحمه الله ـ في « الدرر السنية » (1/377): « صنف كتابه المشهور فـي التوحيد، وأعلن بالدعوة إلى صراط العزيز الحميد، وقرئ عليه هذا الكتاب المفيد، وسمعه كثير ممن لديه من طالب ومستفيد، وشاعت نسخه فـي البلاد، وطار ذكرها فـي الغور والأنجاد، وفاز بصحبته واستفاد، من جرّد القصد وسلم من الأشر والبغي والفساد، وكثر بحمد الله محبوه وجنده ... ». انتهى

وقد كان العلماء يوصون بحفظ « كتاب التوحيد » منهم الشيخ عبد الرحمن السعدي (ت1376) ـ رحمه الله ـ كما فـي « الفتاوى السعدية » (ص38):

وممن كان يوصي بتدريسه وتعليمه للناس الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت1389) ـ رحمه الله ـ يقول فـي رسالة لـه إلى أحد القضاة في « مجموع فتاويه » (13/205): « عليك ـ بصفتك مسؤولاً عن ما ولاك الله عليه ـ أن تعين وقتاً من أوقاتك تجلس فيه فـي السوق يقرأ عليك في « كتاب التوحيد » وتتكلم بما تيسر ... » انتهى.

وقال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم (ت1392) ـ رحمه الله ـ في « حاشيته على كتاب التوحيد » (ص7) : « كتاب التوحيد الذي ألفه شيخ الإسلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب ـ أجزل الله له الأجر والثواب ـ ليس له نظير فـي الوجود، قد وضّح فيه التوحيد الذي أوجبه الله على عباده وخلقهم لأجله، ولأجله أرسله رسله، وأنزل كتبه، وذكر ما ينافيه من الشرك الأكبر أو ينافي كماله الواجب من الشرك الأصغر والبدع وما يقرب من ذلك أو يوصل إليه، فصار بديعاً فـي معناه لم يسبق إليه، علماً للموحدين، وحجة على الملحدين، واشتهر أي اشتهار، وعكف عليه الطلبة، وصار الغالب يحفظه عن ظهر قلب، وعمَّ النفع به ... ». انتهى .

* المؤلف:

السَّعْدي، عبد الرحمن (1307 - 1376هـ).

عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله. عالم ومفسّر سعودي ولد في القصيم بالمملكة العربية السعودية. مات والده ولم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، طلب العلم وجدّ فيه فحفظ القرآن الكريم والمتون فاشتهر أمره وعلت منزلته وكثر تلاميذه، ترك عدة كتب نافعة، أكثرها في تفسير القرآن وعلومه، أبرزها تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، واختصر هذا التفسير بكتاب سماه تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن، وكتبه قيِّمة محققة تخلو من الدخيل والغرائب، أسلوبها سهل ميسر.

نقلا عن الموسوعة العربية العالمية

بيانات النسخ: تشمل ما يلي:

* المصورة (بي دي اف): القول السديد شرح كتاب التوحيد ط النفائس - القول السديد في مقاصد التوحيد طبعة دار الثبات ت شاهين - القول السديد في مقاصد التوحيد نسخة دار الافتاء

* الالكترونية (عدة صيغ): القول السديد شرح كتاب التوحيد ط النفائس - القول السديد شرح كتاب التوحيد ط الوزارة

رابط الموقع:

https://www.islamspirit.com/islamspirit_ebook_0143.php

* ما هو الكتاب الالكتروني؟ هو كتاب يعد بصيغة قابلة للتشغيل والنشر على مختلف الأجهزة الالكترونية، وتعمل هذه الخدمة على إفراده بالنشر، وفصله عن الموسوعات، وتهيئته بالصيغ الالكترونية المتعددة، وتوثيقه بنسخ مصورة (بي دي اف) ما أمكن.

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

http://www.islamspirit.com

الأربعاء، 20 مايو 2020

 الأسورة النحاسية - ابن باز:

 أشرفت على الأوراق المرفقة المتضمنة بيان خصائص الأسورة النحاسية التي حدثت أخيرا لمكافحة (الروماتيزم)، وأفيدكم أني درست موضوعها كثيرا، وعرضت ذلك على جماعة كثيرة من أساتذة الجامعة ومدرسيها، وتبادلنا جميعا وجهات النظر في حكمها، فاختلف الرأي..

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر فيما يلي فتوى العلامة عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية رحمه الله حول الأسورة النحاسية:

الأسورة النحاسية
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ سلمه الله وتولاه.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


فقد وصلني كتابكم الكريم وصلكم الله برضاه، وأشرفت على الأوراق المرفقة المتضمنة بيان خصائص الأسورة النحاسية التي حدثت أخيرا لمكافحة (الروماتيزم) ،


وأفيدكم أني درست موضوعها كثيرا، وعرضت ذلك على جماعة كثيرة من أساتذة الجامعة ومدرسيها، وتبادلنا جميعا وجهات النظر في حكمها، فاختلف الرأي، فمنهم من رأى جوازها؛ لما اشتملت عليه من الخصائص المضادة لمرض (الروماتيزم) ،


 ومنهم من رأى تركها؛ لأن تعليقها يشبه ما كان عليه أهل الجاهلية، من اعتيادهم تعليق الودع والتمائم والحلقات من الصفر، وغير ذلك من التعليقات التي يتعاطونها، ويعتقدون أنها علاج لكثير من الأمراض، وأنها من أسباب سلامة المعلق عليه من العين، ومن ذلك ما ورد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له » 

وفي رواية «من تعلق تميمة فقد أشرك » وعن عمران بن حصين رضي الله عنهما، «أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا في يده حلقة من صفر فقال " ما هذا؟ " قال من الواهنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إنزعها فإنها لا تزيدك إلا وهنا فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبدا »

وفي حديث آخر «عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه في بعض أسفاره أرسل رسولا يتفقد إبل الركب ويقطع كل ما علق عليها من قلائد الأوتار التي كان يظن أهل الجاهلية أنها تنفع إبلهم وتصونها» فهذه الأحاديث وأشباهها يؤخذ منها أنه لا ينبغي أن يعلق شيئا من التمائم أو الودع أو الحلقات، أو الأوتار أو أشباه ذلك من الحروز كالعظام والخرز ونحو ذلك لدفع البلاء أو رفعه.


والذي أرى في هذه المسألة هو ترك الأسورة المذكورة، وعدم استعمالها سدا لذريعة الشرك، وحسما لمادة الفتنة بها والميل إليها، وتعلق النفوس بها، ورغبة في توجيه المسلم بقلبه إلى الله سبحانه ثقة به، واعتمادا عليه واكتفاء بالأسباب المشروعة المعلومة إباحتها بلا شك، وفيما أباح الله ويسر لعباده غنية عما حرم عليهم، وعما اشتبه أمره وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:


«من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه »

 وقال صلى الله عليه وسلم: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك » 

ولا ريب أن تعليق الأسورة المذكورة يشبه ما تفعله الجاهلية في سابق الزمان، فهو إما من الأمور المحرمة الشركية، أو من وسائلها، وأقل ما يقال فيه أنه من المشتبهات، فالأولى بالمسلم والأحوط له أن يترفع بنفسه عن ذلك، وأن يكتفي بالعلاج الواضح الإباحة، البعيد عن الشبهة، هذا ما ظهر لي ولجماعة من المشايخ والمدرسين، واسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم لما فيه رضاه، وأن يمن علينا جميعا بالفقه في دينه والسلامة مما يخالف شرعه، إنه على كل شيء قدير، والله يحفظكم والسلام.

المصدر: مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية رحمه الله (المتوفى: 1420هـ) - أشرف على جمعه وطبعه: محمد بن سعد الشويعر (ج 1 - ص 206).

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

https://www.islamspirit.com

السبت، 9 مايو 2020

سلسلة فوائد وفتاوى العلماء [0025]: التحذير من الرقى المخالفة للشرع - ابن باز:

 بلغني أنه يوجد بجهتكم رقية (للعقرب) وغيرها من ذوات السم، مشتملة على أنواع من الشرك فوجب على تنبيهكم عليها، وتحذيركم منها..

الإخوة الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ننشر فيما يلي فتوى العلامة عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية رحمه الله حول التحذير من الرقى المخالفة للشرع:

من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى من يراه من المسلمين في منطقة الفرع وغيرها من ضواحي المدينة المنورة، وفقهم الله للفقه في الدين آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أما بعد:



فقد بلغني أنه يوجد بجهتكم رقية (للعقرب) وغيرها من ذوات السم، مشتملة على أنواع من الشرك فوجب على تنبيهكم عليها، وتحذيركم منها.


وهذا نص بعض ما بلغني من الرقية المشار إليها:



(بسم الله يا قراءة الله، بالسبع السماوات، وبالآيات المرسلات، التي تحكم ولا يحكم عليها، يا سليمان الرفاعي، ويا كاظم سم الأفاعي، ناد الأفاعي، باسم الرفاعي، أنثاها وذكرها، طويلها وأبترها، وأصفرها وأسودها، وأحمرها وأبيضها، صغيرها وأكبرها، ومن شر ساري الليل وماشي النهار، استعنت عليها بالله وآيات الله وتسعة وتسعين نبيا، وفاطمة بنت النبي، ومن جاء بعدها من ذريتها) انتهى.



هذا بعض ما بلغني ولها صور كثيرة، لا تخلو من الشرك، وهذه الرقية فيها أنواع من الشرك، مثل قوله: (بالسبع السماوات) ومثل قوله: (يا سليمان الرفاعي، يا كاظم سم الأفاعي، ناد الأفاعي، باسم الرفاعي) ،


 ومثل قوله: (استعنت عليها بالله وآيات الله وتسعة وتسعين نبيا، وفاطمة بنت النبي ومن جاء بعدها من ذريتها) 

وقد دل القرآن الكريم والسنة المطهرة على أن العبادة حق لله وحده، وأنه لا يدعى إلا الله، ولا يستعان إلا به، 

كما قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} 

وقال تعالى: {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}

 وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة »

 وقال عليه الصلاة والسلام: «إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله » 

والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة،

 وقد أجمع العلماء على أنه لا يجوز الاستعانة بالجمادات، كالسماوات والكواكب والأصنام والأشجار ونحو ذلك، بل ذلك من الشرك، كما أجمعوا أنه لا يجوز دعاء الأموات والاستعانة بهم، أو الاستغاثة أو نحو ذلك، سواء كانوا أنبياء أو أولياء أو غيرهم؛

 لأن «الإنسان إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له » ،

 كما صح بذلك الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الرقية فيها الاستعانة بالسماوات والاستعانة بكثير من الأموات، من الأنبياء وغيرهم، وفيها الاستعانة بالرفاعي، وهذا كله من الشرك، فالواجب على جميع المسلمين الحذر من هذه الرقية، وأشباهها من الرقى المشتملة على الشرك، والتواصي بترك ذلك، والتحذير منه، والاكتفاء بالرقى، وبالتعوذات الشرعية ففيها الغنية والكفاية، 


مثل آية الكرسي، وسورة قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وغير ذلك من الآيات القرآنية، وهكذا التعوذات والدعوات الشرعية، كالاستعاذة بكلمات الله التامات من شر ما خلق، وقول المسلم في الصباح والمساء: «باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم » ثلاث مرات، ومثل قوله في رقية المريض واللديغ: «اللهم رب الناس مذهب البأس، رب الناس واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما » «باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين أو حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك »  ثلاث مرات 

وهكذا قراءة الفاتحة على المريض واللديغ من أعظم أسباب الشفاء، ولا سيما مع التكرار لذلك بصدق وإخلاص لله سبحانه، في طلب الشفاء منه، والإيمان الصادق بأنه سبحانه هو الشافي لا يقدر على الشفاء من جميع الأمراض غيره عز وجل.


وأسأل الله أن يوفقنا والمسلمين جميعا للفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعيذنا جميعا من كل ما يخالف شرعه، إنه جواد كريم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: مجموع فتاوى العلامة عبد العزيز بن باز رئيس هيئة كبار العلماء بالسعودية رحمه الله (المتوفى: 1420هـ) - أشرف على جمعه وطبعه: محمد بن سعد الشويعر (ج 1 - ص 208).

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

https://www.islamspirit.com
كتاب الكتروني: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد، سليمان بن عبد الوهاب (عدة صيغ)

نبذة عن الكتاب: [نقلاً عن موقعي: دار الإسلام، وطريق الإسلام]: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد : لحفيد المؤلف الشيخ سليمان بن الشيخ عبد الله بن الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب المتوفي سنة (1233هـ) - رحمه الله تعالى -، وهو أول شروح هذا الكتاب وأطولها، ولكنه لم يكمل، فقد انتهت مبيضة الشارح إلى باب " من هزل بشيء فيه ذكر الله "، ووجد في مسودته إلى آخر " باب ماجاء في منكري القدر " وهو الباب التاسع والخمسون من أبواب الكتاب. يعد هذا الشرح لكتاب التوحيد للإمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله من أنفس الشروح التي لاقت القبول عند طلبة العلم وعند علماء أئمة الدعوة في القديم والحديث، خاصة وأن الشارح يتصل بمؤلف كتاب التوحيد زماناً ومكاناً ونسباً.

* المؤلف:

سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب (1200 هـ-1233هـ/1818 م)

من آل الشيخ، فقيه سلفي من أهل نجد من حفدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
ولد بالدرعية عام 1200 هـ. كان بارعا في التفسير والحديث والفقه، وشى به بعض المنافقين إلى إبراهيم باشا بن محمد علي بعد دخوله الدرعية واستيلائه عليها فأحضره إبراهيم، وأظهر بين يديه آلات اللهو والمنكر إغاظة له، ثم أخرجه إلى المقبرة وأمر العساكر أن يطلقوا عليه الرصاص جميعا فمزقوا جسمه - رحمه الله تعالى - . وكان ذلك عام 1233 هـ/1818 م.

من كتبه :
1 - تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد
2 - التوضيح عن توضيح الخلاق في جواب أهل العراق
3 - أوثق عرى الإيمان.

بيانات النسخ: تشمل ما يلي:

* المصورة (بي دي اف): تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد للإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب - سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، تعليق عبد العزيز بن عبد الله الراجحي ، دار العاصمة ، الرياض ، ط 1 ، 1434 هـ / 2013 م ، 848 صفحة  تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد (ط العتيبي - دار الصميعي)

* الالكترونية (عدة صيغ): الكتاب: تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد الذى هو حق الله على العبيد - المؤلف: سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب (المتوفى: 1233هـ) - المحقق: زهير الشاويش - الناشر: المكتب الاسلامي، بيروت، دمشق - الطبعة: الأولى، 1423هـ/2002م

رابط الموقع:

https://www.islamspirit.com/islamspirit_ebook_0138.php

* ما هو الكتاب الالكتروني؟ هو كتاب يعد بصيغة قابلة للتشغيل والنشر على مختلف الأجهزة الالكترونية، وتعمل هذه الخدمة على إفراده بالنشر، وفصله عن الموسوعات، وتهيئته بالصيغ الالكترونية المتعددة، وتوثيقه بنسخ مصورة (بي دي اف) ما أمكن.

والله ولي التوفيق.

موقع روح الإسلام

http://www.islamspirit.com

الخميس، 30 أبريل 2020

حكم من يحتج بالقرآن فقط وينكر السنة...لجمع من أهل العلم


فتوى الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله
السؤال: سماحة الشيخ! ألاحظ في رسالة أخينا أنه يكثر من قوله: إن هذا لم يرد في القرآن، إن هذا لم يرد في القرآن، هل من تعليق على هذا جزاكم الله خيراً؟


الجواب:



نعم، هذا قول طائفة من الناس ترى أنه لا يحتج بالسنة وإنما يحتج بالقرآن فقط، وأن السنة فيها الضعيف وفيها الصحيح، وأنها عندهم ملتبسة لا يحتج بها،



وهذا معناه عصيان قوله جل وعلا: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ [النساء:59] فمعناه: أطيعوا الله فقط ولا يطاع الرسول، فالسنة هي أمر الرسول ونهيه عليه الصلاة والسلام،


والله يقول: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63] ويقول جل وعلا: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر:7] ويقول ﷺ: إني أوتيت القرآن ومثله معه.



فهذه الطائفة التي ترى أن السنة لا يحتج بها جميعها طائفة كافرة ضالة، فالواجب على من يعرفهم أن يهجرهم، وأن يعرفهم أنهم على باطل وأنهم كفار بهذا العمل، بإنكارهم السنة يكفرون ويخرجون من دائرة الإسلام،
بل يجب على كل مسلم أن يقبل السنة، وأن يعمل بما صح منها، وأن يحذر إنكارها، فإنكارها بالكلية وأنه لا يحتج إلا بالقرآن هذا من أبطل الباطل وأعظم الكفر نسأل الله العافية. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم.

https://binbaz.org.sa/fatwas/9796/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D9%85%D9%86-%D9%8A%D8%AD%D8%AA%D8%AC-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%82%D8%B7-%D9%88%D9%8A%D9%86%D9%83%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%86%D8%A9